من أعمال التشكيلي يوسف معتوق
شعر

في غُرفتي بحر ..

من أعمال التشكيلي يوسف معتوق

البحر يشدني ككل

الأشياء إليه ،

يجب أن أستيقظ ،

أن أسحبني بهدوءٍ

من يدي

أن أنادي لاسمك

الصغير

تحت الوسادة ،

 كي لا نغرق ،

اسمك المبلل بقبلتي

الوحيدة

عبر سماعة الهاتف ،

المطمور في ألف

حلم وقصيدة ..

الغرفة ضيقة ،

اضيق من أن تتسع

لتنهيدة يتيمة ،

أو لعنوان من كلمةٍ

واحدة للقصيدة

الواقفة في حلقي

منذ أربعة أشهر ،

قلمي ينزف آخر

قطرة دم سوداء

و يسقط ،

وجنيني قبل أن يتم

شهره الأول

يتخلى عن رحمي

الهش ،

ويسقط ..

أيضًا ..

من يعرف أسمي ؟

من يلفظه لمرة

واحدة

ويشعل بداخلي

حزمة من ضوء ؟

من يهزهه بقوة

عساني

اتنفس ،

اتكلم

أو أضحك

أو أُجهش بالبكاء .

من أثر نحت

السكاكين بجانبي

سريري انبثقت

صفصافة  ،

ومن أثر لمس يديك

بخصري ،

مات حقل أقحوان ،

حين فكرتُ

للمرة الأولى

بالفرار .

في دمي يطفو

عقربين

كان يجب أن يدق

منبه ساعتهما

قبل كثير

لأستيقظ .

السم يجري

في عروقي الآن ،

والكحل يعبد

طريقاً نحو

نحري ويحصد

القمح

من فوق وجنتي ،

بينما أفكر

بأدخال الغسيل

، تنظيف السطح

وإخراج كلبي

ذو القوائم الثلاث

لقضاء حاجته ..

أنها تمطر بغزارة ..

وجارتي التي

لا أعرف ما اسمها

بعد ، تصرخ بي :

“غسيلك ابتل “

وأنا

أنا -عالقة خارجي –

كيف أفتح ولو

نافذة صغيرة فيّ ،

لنختبئ

أنا وأنتَ ،

والبحر

وحبل الغسيل ؟

التلفاز يغرق

وحده شريط الدم

في اسفله

استمر بالركض ،

أمام سمكة القرش

التي كسّرت إطاراً

يحجزها

فوق الجدار

بفكها الورقي

ونجت ..

من يمسك بكومة

الرسائل

والملاحظات

وأرقام الهواتف ،

وأنفاسي ؟

كي لا تتوه

وسط ملابسي

الداخلية ،

و لا تذوب مع

عقربي الساعة

وأصابع يدي

من يمسك يدي ؟

ويصنع من

المحبس الذهبي

ببنصرها ،

طوق نجاة

أو مشنقة ؟

حذائي أضيق

من أن يتسع

لوجعي  ..

و مسمار القدم

ينخر عميقاً

في أعلى معدتي  ،

ويشعرني

بالغثيان .

أين أجد ضفة

تنقذني

أو حبة إسبرين

غارقة ،

أنقذها

بلساني المر

وأطفو ..!

مقالات ذات علاقة

مساس

عبدالسلام سنان

ذات يوم عالمي

حواء القمودي

أكره عاديتك

مهند سليمان

اترك تعليق