شخصيات

محمد الشلطامي وتحديث النص الشعري

 .

هند الهوني

 .

في يوم الجمعة 13 أكتوبر من عام 1944 كان مولده. فى بيت متواضع مع أم مجتهدة لخدمة أبنائها نتيجة فقدان الأب كانت نشأته، الأمر الذي جعل البيئة والمحيط الاجتماعي لهما دور فى تلقينه وتربيته إلا أن اتكائها على ركبتها عندما تطحن القمح وهي تنغم كلمات الطرب طبع في ذاكرته الوزن والإيقاع مبكراً حين بزغت موهبته الشعرية فى عام 1956 عندما ألقى قصيدة باللهجة العامية نالت استحسان واعجاب زملائه بالصف مما دعى مُدرِسيه الى طلبه لسماعها، بيد أن تلك الظروف التى فرضتها الأقدار وقفت حائلا دون سير تحصيله العلمي بشكل جيد مما اضطره للعمل مبكراً وهو فى سن الثالثة عشر أي فى عام 1958 عاملا بقسم المياه ومن ثم انتقل للعمل فى مصلحة الهواتف عام 1959.

 

طوال هذه الفترة لم يغب على الأستاذ محمد الشلطامي حبه للورقة والقلم حيث واصل تعليمه خلال الفترة المسائية التى كانت مزدحمة بمن هم أكبر منه سناً فكان ذلك الإمتزاج بين التعليم والخبرة الإنسانية رافداً مهماً فى تكوينه، في عام 1968 تم قبوله معلماً ولكن مكتبة بنغازي كانت بحاجة إلى موظفين وقت ذاك فأنتدب للعمل بها حتى عام 1965 حين طلب إعادته معلماً، حتى سنة إعتقاله عام 1967 إثر إنضمامه لحركة القوميين العرب “من باب البحث عن حل سريع لمشكلة الوطن الذي كان يدور فى سلسة من المحن المركبة “. أكتشف بعدها أن لا طائل منها لتحقيق ما تصبوا إليه نفسه فقد كانت جدلا سياسيا وانتظارا لتعليمات لا يدري مصدرها.

خرج من سجنة الصغير 1968 لِيواجه سجنا أكبر حيث أتاحت له تلك التجربة رؤية المجتمع في صورته الطبيعية دون ازوقة.

عاد لحقل التعليم مع بداية عام 1969 وظل حتى عام 1973 ولكن لم يستمر بقائه طويلاً إذ ان أمانة التعليم قامت بإستبعادة بحجة أفكاره التى يخشون تسربها للطلاب.

نشر أول انتاجة الأدبي بصحيفة الحقيقة بقصيدة “من أغاني البحارة” وكان معظم انتاجه بذات الصحيفة بالإضافة الى صحيفة اليوم ومشاركته فى تأسيس صحيفة الحوار باليونان أواخر 1982 والتي نشرت بعض أعماله وصحيفة 5 مارس.

يمثل الشلطامي أحد رواد شعراء الحداثة فى ليبيا ويتضح ذلك فى نص كتبه عام 1957:

الطفل الوليد .. يُناجي القمر البعيد

حيث الضياء المشرق السامي السعيد

نور الإله الساطع الباقي على السر المجيد

وكما يقول أستاذنا الفاضل عن مسألة الشعر اللامقفى “وجدت فيه ملاذاً رحباً حررني من أسر القافية”، والذي زاد من حبه للشعر الحر ما قرأه للشاعر بدر شاكر السياب فى إنشودة المطر واعتبره أستاذهُ فى تلك المدرسة بعد أن كان مأخوذ بأشعار إيليا أبي ماضي وشعراء مدرسة أبولو وأبو القاسم الشابي.

اعتبر حياته المُكفهرة والمليئة بالعوز والحاجة من علمته وبسرعة وجعلته يرى كل شيء على حقيقته وأن يضع بنفسه مفرداته الخاصة من خبرته لاكما قيل له، ارتبط شاعرنا بصداقة مع الصمت وكاد لا يُبارح المقابر وقد ظهر ذلك فى شعره كما بدا فى قصيدة “أنشودة الحزن العميق”:

حينما تسمع مثلي

ضجة الموتى بصمت المقبرة

أنا من يومها

صابر أسمع صوت الأضرحة

كان كمن يرفض هذا النوع من الحياة، الحياة الناقصة الخالية من الصدق أو الخير أو الفضيلة لإحساسه بالفجيعة وأمتدادها بالحزن جعله يجنح لإن يتصور الأشياء كاملة فينفجر منه الشعر لإبسط نقص أو تناقض، هذا التناقض أفرز الحزن بداخله ليشكل المحبرة التي يغمس فيها قلمه للكتابة.

ذكر فى أكثرمن موضع “أكتب الشعر ولا يهمني أن يُنشر أو لم يُنشر فى حياتي، المهم أن تكون شهادة أمينه على الزمن الذي عشته لمن لم يأتوا بعد .. للأجيال القادمة”.

يعتبر الموت “قانون” لا يمكن الخروج عليه فهو أصدق فى كثير من الأحيان لذلك فهو يُحرض على اختيار الموت والأحتفاء به كبديل عن حياة ناقصة أو مشروطه ويتضح ذلك فى قوله “أعلم أنه لولا الموت ما عرفت الحياة وأعلم أن الموت هو اللوحة التى رسمت عليها الحياة وانه جزء متمم للحياة بل الأساس في الحياة الموت ولولا الموت ما رأينا الحياة ولو كانت الحياة ديمومة مستمرة لما كانت مشاعرنا بهذا الشكل”.

إتجاهه للغة الصوفية أحياناً هي محاولة للخروج عن إطار اللغة اليومية إلى أفق أكثر سعة لذلك يلتقى مع اللفظ الصوفي فى صياغة رائعة للحقيقة التى تقوده إلى فضاء من الطمأنينة النفسية والروحية ولكنه فى نفس الوقت منهج يلغي التساؤل – ينطوي على قبول الأمر الواقع كما هو – هذا الموقف ذاته يتضارب مع نزوع شاعرنا للتساؤل وبالتالي للثورة.

الفن لديه نافذة يفتحها الإنسان بجهده النفسي والعقلي بحثاً عن الحقيقة وبالتالي بحث عن الأمن والأمل ومقاومة للإحباط المستمر الذي تحدثه الأيام فى أجسادنا وحواسنا، ويخلص بتصوره هذا للقول ” الفن كان أقل حظاً فى الحضارات التى نمت تحت مظلة الدين لان الدين كان يتولى الإجابة عن كل الأسئلة بل يقدم الدين أجابات صارمة لا تقبل الجدل وقد تصل إلى درجة تكفير من يطرحها ومن هنا يعتقد “الفن محاولة الذات الإنسانية الوقوف والثبات أمام عوامل الفناء المحدق بها”.

يعتبر الأديان فى الأصل دين واحد وأن باقي المسميات جاءت نتيجة لصراع الأعراق والأجناس والقوميات وأن الكتب السماوية جاءت لإعادة البشر إلى الدين الأصل إلا أن البشر عتبروها “هويات” تخصهم ورفعوها رايات تبرر نزوعهم المستمر إلى الحرب.

محمد الشلطامي لم يعتنق الفكر الماركسي رغم أنه يساري ولم ينضم إلى حزب شيوعي وليس ملحداً بل يُنادي بالثورة والعدل ويدافع عن الإنسان، منحاز للفقراء والمظلومين ويعتبر أن البشر هم البشر يفرحون ويتألمون لنفس الأسباب وليس هناك ما يفرق بينهم سوى ظالميهم.

يستمد القارئ من شعر الشلطامي إحساساً بالراحة بغض النظر عن الواقع الملئ بالإحباط لذلك نجد تصوراته لا ترتبط بزمن محدد لأنها مرتبطة بالحقيقة الإنسانية الكبرى، أن ما يقوله وقود لأيام لم تأت بعد.

اكتشف بعد وصوله سن الستين أن العقل الجماعي أشبه بعقل الحيوان ويُعلل ذلك “تجد الناس كأفراد عقلاء والقيم بالنسبة لهم شئ جميل ما دام لا تكلفهم شيئاً ولكن عندما يجتمعون يتحولوا إلى سوقه يقودها وحش وعندها يتحولون إلى وقود للجريمة. هناك بالطبع إستثناءات وهي التى تُثري التاريخ بالشهداء”.

فلسفة شاعرنا تفصح بأن الجميع ضحية الفكرة المضادة للوجود الإنساني بما في ذلك القاضي والجلاد والمتهم، الجميع ضحايا لتلك الأشياء المخبأة في ذات الإنسان بما فيها من خير وشر وصراع وتوجس وخوف وحسد وطمع ويخيل له أن الجميع ضحايا لهذه المسألة حتى من يدعون الفضيلة ربما هم أيضاً مدفوعين بوازع حب البقاء والرغبة فى الدنيا أو في الأمن من مواجهة المخاطر .. الظرف الذي يحيياه الإنسان هو الذي يحكم عليه بما هو فيه.

وفي بحث لإتمام رسالة الماجستير تناولت الأستاذه أمينة هدريز الشاعر محمد الشلطامي بالوقوف على طريقته الفنية في صياغة تراكيبه وتعابيره الشعرية وتوظيفه لمعطيات الصورة الجمالية، وكذلك الخصوصية التي يتمتع بها الشاعر في تشكيل لغته الفنية واستثماره لطاقاتها الإيحائية في خلق عالمه الشعري. فقد حاول هذا البحث جادا من خلال دراسته لنصوص الشاعر المنشورة والمخطوطة، أن يصل إلى مجموعة من النتائج توزعت في ثنايا البحث، يمكن اختزالها بشكل مختصر في:

ـ إنّ الشاعر محمد الشلطامي بدأ كتاباته الشعرية المبكرة بالعامية وظل تأثيرها في أشعاره إلى الوقت الحالي.

ـ كان الشاعر في بداياته رومانسيا باستبطانه لمكنونات الذات بانفعالاتها المختلفة، كما عبر عن المشكلات الوجودية من خلال خوضه في جدلية الموت والحياة، ولكن سرعان ما خرج من عباءة الرومانسية مدفوعا بالظروف المحيطة به إلى شاعر واقعي ملتزم بقضايا الإنسان الذي يحلم بالحرية والعدل رافعا خطاب الرفض والتمرد والثورة. هذه الرؤية هي التي شكلت جوهر شعره وشكل قصيدته، فقد كانت تجربته التي تجاوزت الأربعة عقود تصب كلها في هذا الاتجاه فقصائده مسكونة بهاجس الحرية دوما، فلا وجود للمرأة ـ مثلا ـ في أشعاره إلا في بعدها النضالي أو عندما تجسدت رمزا للسلطة، لا عشق ولا غزل مادامت حرية الإنسان ناقصة ومشروطة، فجّل قصائد الشاعر تحمل همّا إنسانيا عاما، فهي قصيدة مناضلة باسم الإنسان وحريته، فقد صارت كل قضية إنسانية يعيشها الإنسان في أي مكان على وجه الأرض هي قضيته المحورية الخاصة التي يحارب ويناضل من أجلها.

ـ استغل الشلطامي اللغة بكل إمكاناتها وطاقاتها التعبيرية وذلك بإعادة إنتاجها من جديد، حيث تحولت عنده إلى حقل للتأمل بصياغتها وتشكيلها في صور ينحت مفرداتها ويشتق لها صيغا جديدة تلائم تفكيره وحالته النفسية في صور شعرية، وأبنية فنية اتسمت بالبساطة والوضوح وعمق الفكرة، صيغت في إطار شعري متميز يوائم منهجه في الالتزام والواقعية.

ـ تَمكُن الشاعر من عدته الشعرية جعله يشكل رؤيته بأدوات فنية وإيقاعية، تفجرت فيها قدرات الشاعر اللغوية والتصويرية والدلالية، فقد ساعدته موهبته الفنية وثقافته الواسعة في خلق جدلية بين موقفه وطريقة تشكيله لهذا الموقف في بُنىً وصور شعرية متنوعة.

ـ أبنيته الفنية ثرية وعميقة حيث تقصى فيها الشاعر كل الأبعاد التاريخية والمعرفية للموروث الحضاري الذي يجمع بين اللغوي والفلسفي والفني والديني والثوري والنضالي والبعد الإنساني وغيرها من الأبعاد التي وظفها في رسم جمالية صورته الشعرية.

ـ بُعد الممارسة السياسية والنضالية عند الشاعر هو بعد متعدد الجوانب، يتناول قضايا الإنسان الكبرى ويعيد صياغتها بلغة الشعر. فهو صدى الصوت الجماعي، والمحرض السياسي والداعية إلى الثورة، حيث تقوم القصيدة بدور فعّال بوصفها أداة نضالية دون أن تسقط في غياهب المباشرتية والتعبوية بل تظل غنائية محافظة على غنائيتها لتطل الرسالة السياسية من خلفها.

ـ الفضاء التاريخي أكسب النص بعدا دلاليا من خلال الربط بين الماضي والحاضر في صورة فنية إبداعية مترابطة ترابطا تفاعليا لوجود علاقة متداخلة بين التجارب الإنسانية ومعاناتها عبر التاريخ.

ـ في قصائد الشلطامي تشابُكٌ شعري فلسفي عميق، يعبر عن عمق رؤيته وفلسفته في الحياة، فهو ينزع للوصول إلى المعرفة الكلية (الحقيقة) في محاولة لفتح آفاق الرؤية التأملية دون الخضوع لمنهج الفلسفة البرهاني.

ـ تجلت الظاهرة الصوفية في نص الشاعر، ففي بحثه الدائم عن مثاله المفقود ورغبته في الانفصال عن الذات، كان يلجأ لاستعارة اللغة الصوفية بثرائها ورموزها الاصطلاحية التي تعد مفاتيح لكثير من المفاهيم والحقائق، وذلك بالارتحال إلى ما هو غيبي أو روحي أو مثالي، هربا من مرارة الواقع المعيش وقسوته.

ـ تعامل الشاعر مع المادة اللغوية من منطلق روحي ووجداني عن طريق توظيف المعجم الديني في رسم أبعاد صورته الشعرية.

ـ للشاعر فلسفته الخاصة عن الموت، له إلماحات كثيرة في شعره عن الموت، فهو لا يتعامل معه باعتباره كارثة أو فجيعة كما يراه الناس، بل يراه بديلا لحياة ناقصة ومشروطة، بل ربما فضل الموت بعزة وكرامة عن حياة الذل والمهانة.

ـ اتكاء الشاعر في بناء صورته الفنية على الموروث البلاغي الذي تجلي في قدرته على استغلال أدوات الصورة البلاغية ؛ التشبيهية والاستعارية والكنائية في خلق علاقات جديدة وفريدة ومتنوعة بين أطراف الصورة الشعرية عن طريق مدها بقدرات تعبيرية أسهمت في تكثيف وتعزيز حسية الصورة باستخدام التجسيد والتشخيص الذي منح الصورة بعدا دلاليا وعمقا إيحائيا.

ـ كان استخدام الشاعر لرموزه نابعا من التجربة الشعرية ذاتها، ولم يكن طارئا عليها، فقد صاغ بعض الرموز التي اكتسبت خصوصيتها من استعماله لها، حتى إنها تعد رموزا خاصة لديه يحركها في النص بشكل يجعله قائما عليها فهي غير مقحمة فيه، بل جزء لا يتجزأ من تجربة الشاعر، وتنوعت رموزه بين الدينية والتاريخية والتراثية والرموز الدرامية والرموز الطبيعية.

ـ طبيعة التشكيل الجمالي للصورة اتسمت بالإبداع وفنية التصوير في أُطر جمالية، حيث استفاد الشاعر من عناصر التشكيل الفنية المختلفة في بناء صورته الشعرية. وذلك بتفجير طاقات اللغة وتسخير اللفظة في تحقيق جمالية النص بتآلفها مع غيرها من المفردات ليكوّنَ منها تراكيبَ وصورا، يبني منها الشاعر صورا ويشكل موقفها الجمالي من خلال التكرار الذي اتخذ أنماطا تعبيرية مختلفة، مما ساعد في تشكيل ظاهرة فنية في تجربة الشاعر تجسّدت جلية في قصائده

ـ تبنى صور الشلطامي علي المفارقة التعبيرية والتضادية، فأشعاره حافلة بالمعاناة والأمل، القسوة والطموح، الواقع والثورة، الموت والحرية، وهي تكشف عن الحضور الدائم للنزعة

الإنسانية والإرادة التي لا تقهر، والتي يصورها في قصائده بثنائية متقابلة بين واقع محبط ببشاعته وساديته ومرارته، وبريق أمل مشرق في نهاية نفق مظلم.

ـ ترفض قصائد الشلطامي أي سلطة سواء أكانت دينية أم سياسية أم اجتماعية تقيد حرية الإنسان وتفكيره فقد دافعت أشعاره على المضطهدين والفقراء والمقهورين، وطالبت برفع الظلم والقهر عن بني البشر بالتعاطف الإنساني.

ـ الشاعر مولع بالأسلوب الاستفهامي الذي ظهر واضحا في (بنية السؤال) بوصفه نمطا أسلوبيا يترجم واقع الشاعر. فهو دائما في حالة حيرة وتساؤل، مما أفرز التوتر والقلق والحالات الانفعالية والأزمات المتوالية التي كان يعيشها الشاعر. فقد عبر من خلال هذه البنية عن فلسفته ونظرته للكون والأشياء.

ـ فعّل الشلطامي دور الصفة في رسم أبعاد صورته الشعرية من خلال تشكيلات فنية وجمالية، كان لها أثر في خلق دلالة جديدة وذلك باستثماره لعلاقة التنافر الدلالي وزعزعة العلاقات الدلالية بين الصفة والموصوف، فجاءت صفاته ملونة ومحددة للصورة في تعبيرها عن الحالة الشعورية والبعد النفسي للشاعر.

ـ تجلى الإيقاع الداخلي في نص الشاعر في بناء الدلالات التي تداخل فيها إيقاع الكلمة الصوتي وإيقاع مضمونها الدلالي بإحالة الصورة إلى مستويات قائمة على التداعي والتضاد والتكرار، تجسدت في إيقاع نفسي وإيقاع لوني وإيقاع حدثي وإيقاع مكاني.

ـ إيقاعية الصورة تكشف من منظور نفسي عن المستويات الانفعالية المتفاوتة، برصد العلامات والإشارات الكامنة في النص والمقاومة للإحباط والسلبية من ناحية وشفافيتها وكثافتها التعبيرية من جهة أخرى.

ـ تلونت إيقاعية الصورة الشعرية بالحالة النفسية والتجربة الشعورية التي تحددت قيمتها الجمالية باعتمادها على درجة حساسية اللون المرتبطة بالحالة الشعورية للشاعر.

ـ توظيف الشلطامي لإيقاعية الصورة المكانية يعبر عن رؤيته وتجربته بامتداد أبعادها الدلالية والنفسية، حيث امتزج فيها الذاتي بالموضوعي في إطار الانفتاح على التجارب النضالية الإنسانية في بعدها المكاني.

ـ ارتبطت البنية المحورية في نص الشاعر بمركزية الصورة الشعرية التي عبرت عن التجربة التي يعيشها وتحولت إلى نقطة محورية في خلق الدلالة وتفعيلها والانطلاق منها داخل النص، فقد أكدت هذه البنية الحلزونية لا نهائية التجربة الشعورية.

ـ ومن خصائص قصيدة الشلطامي في بنيتها التصويرية تبنيها لتقنيات فنية حديثة في بنائها الفني، حيث اقتربت من الأجناس الأدبية الأخرى، وأفادت من تقنيات الفن الدرامي ومن البناء المسرحي ؛ من شخوص، وأحداث، وفعل، وحركة، وحوار، جعلها نابضة بالحيوية والإثارة.

ـ تحمل قصائد الشاعر بذور الصراع في كل جزئية من جزئياتها التي تجلت بشكل واضح في البنية الدرامية بتعبيرها عن أزمة الشاعر المرتبطة بأزمة الإنسان الشاملة، فكان التوتر الذي يعيشه خارج النص امتدادا لتوتر مماثل داخله، فقد اقتربت قصيدة الشلطامي من البنية الدرامية بعد أن كانت غنائية ذاتية في بدايتها واستطاعت أن تستوعب الكثير من الأصوات الداخلية، لتمتزج بين الغنائية ـ التي هي أساس منطلقها ـ والدرامية التي تتجسد فيها الحركة المعبرة عن صراع الإنسان وتناقضات الحياة.

صدر له:

1- تذاكر للجحيم، نشر في طبعتين: الأولى من قبل مجلة جيل ورسالة، بنغازي سنة 1970م والثانية طبعت بدار الكتاب العربي، بطرابلس في سنة 1974 م والطبعة الثالثة بمطابع الدار الجماهيرية، مصراتة، سنة 1998 م والديوان يحوي ست عشرة قصيدة، في 89 صفحة.

2- أنشودة الحزن العميق، نشر في طبعة أولى من قبل مجلة جيل ورسالة، بنغازي، سنة 1972 م تم أعيدت طبعته بمطابع الدار الجماهيرية، مصراتة، سنة 1998 م، والديوان يحوي ثلاث عشرة قصيدة في 117 صفحة.

3- أناشد عن الموت والحب و الحرية، نشر في طبعة أولى عن دار الحقيقة، بنغازي سنة 1998م، ثم طبع مرة ثانية في مطابع دار الجماهيرية مصراتة سنة 1998 م، وفي الديوان خمس قصائد في 81 صفحة.

4- منشورات ضد السلطة الدار الجماهيرية للنشر، مصراتة، طبعة أولى سنة 1998 م وعدد قصائد الديوان عشر في 91 صفحة.

5- يوميات تجربة شخصية الدار الجماهيرية للنشر، مصراتة طبعة أولى 1998 م و يحوى الديوان ثلاث عشرة قصيدة 119 صفحة.

6- قصائد عن الفرح، الدار الجماهيرية للنشر، مصراتة، طبعة أولى 2002 م، عدد القصائد أربع في 31 صفحة.

7- بطاقة معايدة إلى مدن النور، الدار الجماهيرية للنشر، مصراتة، طبعة أولى 2002 م، في الديوان أربع قصائد في 21 صفحة.

8- قصائد عن شمس النهار، الدار الجماهيرية للنشر، مصراتة، طبعة أولى سنة 2002 م ويحوي الديوان ثلاث قصائد في 41 صفحة.

9- نص مسرحي من طرف واحد، الدار الجماهيرية للنشر، مصراتة، 2002 م وعدد قصائد الديوان ثلاث في 41 صفحة.

10- عاشق من سدوم، الدار الجماهيرية للنشر، مصراتة طبعة أولى 2002 م، وفي الديوان خمس قصائد في 39 صفحة.

____________________________________

المراجع

* حوارات مع الشاعر محمد الشلطامي للأستاذ محمد المفتي والصادر عن دار الجماهيرية 2004.

* رسالة ماجستير للأستاذة أمينة هدريز.

– نشر أيضا في صحيفة أويا تحت عنوان: محمد الشلطامي: أحد شعراء ليبيا المعاصرين الذين أسسوا لحركة تحديث النص الشعري.

عن موقع جيل ليبيا

مقالات ذات علاقة

المُستشـار سمير الشّـارف… فارس الدّستـوريّة فِي زمن الفوضويّة

المشرف العام

رجل من وسعاية الفقي حسن

المهدي يوسف كاجيجي

محمد حقيق فنان تعددت إبداعاته

مهند سليمان

اترك تعليق