المقالة

همسات دون الحمراء

قصور الثقافة.. لا اعني جمع ” قصر “.. فلست متفائلاً.. ولم يباغتني الجنون بعد.. لأتورط في تصور إيواء الثقافة في قصر وتمتعها بحرمة القصور وبهائها ومنعتها ..!
ولكنني أعنى عجز الثقافة .. المؤسسة والمثقفون.. عن إحداث تغيير جلي يبشر بان نكون بمستوى حدث ثقافي عربي كبير , يجعل من سرت عاصمة للثقافة العربية.. ويجعلنا محتضني هذه الثقافة لعام كامل.. !
فواقع الثقافة والمثقفون لازال يتخبط ذات اليمين وذات الشمال..ولم نصل بعد الي مرحلة نضج ووعي تؤهلنا لتصدير ثقافة وصناعة تاريخ.. فمؤسساتنا تكاد تكون موسمية.. وكذلك إصداراتنا.. فعراقتنا الثقافية لا تتجاوز الأمس.. !
ولازالت طفرات التجديد تمحو موجودات الثقافة.. وتقزم مبدعين ظلوا يكررون بداياتهم بسبب اللاستقرار الثقافي الذي نعيشه ونعايشه.. ولازال عطاء المبدعين خجولاً.. ومحصولنا الثقافي جد مهيض..!
إننا نضطهد مبدعينا بالتناسي والنسيان.. ونضطهدهم بالإهمال.. ونضطهدهم بتكريم سواهم.. ونضطهدهم بتضييق ساحة الثقافة وغياب الإمكانات.. وموسمية العمل الثقافي.. ونكران عطائهم.. واعفال دورهم.. والعهر بأعمالهم وقدراتهم..!
مبدعو ليبيا بالنسبة للعرب.. الصادق النيهوم – إبراهيم الكوني – خليفة التليسي – احمد إبراهيم الفقيه.. هذه حقيقة ومأساة..!
لدينا الكثير من المبدعين الذين أرهقتهم مزاجية مؤسسات الثقافة والتهمت أعمارهم.. ولم تتح لهم فرص الظهور على الساحة العربية.. فإصدار كتاب في ليبيا كان من المصادفات النادرة.. ولازال حتى الآن.. فليس بليبيا مطبعة تستطيع إصدار كتاب أو دورية بإخراج جيد حتى الآن.. ولازالت كتبنا ودورياتنا تطبع في مصر وسوريا وتونس.. ولهذا سنظل كتاب وصحفيون ومثقفون من الدرجة الثانية في العالم العربي.. شئنا أم أبينا..!
المثقف الليبي لا منتمي بشكل طبيعي.. فاستمرار الصحف حقيقة لم نكاد نصدقها.. ووجود دوريات رصينة ومختصة من المستحيلات.. ودورية المهرجانات الثقافية من المحرمات.. أما الجوائز فلازالت مرصودة لغير الليبيين فقط..!
مراكز تنمية الإبداع سراب.. والنقابات أو الروابط لم تهتدي الي سبيلها بعد.. أما التجايل فهذا هو المستحيل الأعظم لدينا.. فكلنا في طور واحد.. من بدأ رحلته الإبداعية منذ عقود ومن بدأ بالأمس سواء.. والتقييم عفريت نخشى حضوره..!
الثقافة في ليبيا تفترش الخيبة.. والهم الثقافي لازال الدينار.. ونقاش المثقفين يدور حول ديون المحلات.. وأسماء الفنادق والأكلات الرخيصة.. الطموح زاوية في صحيفة أو تذكرة لحضور مهرجان في مدينة ليبية.. فالأفق الثقافي ضيق.. لان الحقيقة مؤلمة.. والواقع فظيع..!

السؤال.. لماذا لا نصنع ثقافة.. وندعم المثقفين.. وننتهي من حراسة مؤسسات الثقافة والإعلام بالبوليس..!!؟؟؟

13.05.2010

مقالات ذات علاقة

مات الحمار – عاش الكارطون

نادر السباعي

قباعيات 5

حسن أبوقباعة المجبري

مدرسة الإعلام الأولى في مدينة صبراته

عزالدين عبدالكريم

اترك تعليق