شعر

أمي .. ويقظة الملح والزيت

 

رسمت وجوها، دوائر، فوق الرياح

بأرض براح

فكانت خيول

بأعرافها مطر،وسيول

وأحمل نافدة الضوء للج،عبر المحيط

فتشهد نبتة قاع ضياء،لأول مرة

وتسأل جارتها : كم ترى الوقت في ساعتك ؟؟؟

تقول لها : الساعة الآن،خيط ضياء، وحبة ماء على هامتك

وينهض قاع المحيط

من النوم مستمعا للحوار الرقيق

ويصحو الزمان،ليضبط ساعته من جديد

خذي نبتة القاع أطراف ثوبي، وسيري معي

فلم يبق ما بين حافة يوم،مضى،ومواسم عيد

سوى زرقة الوشم، أو شربة من حليب

فيا للهشاشه

(أميركا) تدجن تمثال حرية القتل،كره العرب

تعلمه (لعبة الجولف) ،مص المخدر،رمي السكاكين،ثم الهرب

تعلم لعبتها لصغار المدارس،ترسمها بمناديلهم،والكتب

تغش بها الثدي في فم كل رضيع

ولكن تمثالها مل،صاح : كفاني العذاب

وتمثالها الآخر العبد،في (مصر)،أقعي،يسف التراب

ولاح خيال على دفتري،ثم غاب

بوجه السلاسل،والغدر،وجه الخراب

وطاردته،فنيت قدمي،وجددتها ألف مرة

لانقذ طفلا،تخطفه الوحش،عند الظلام

عليه بقية (ريش هنود أمريكا) الضحايا

وتأتي مع الفجر (أمي)،لتنجبني من جديد

وأنظر فوق الخريطة،جرة طين،على بطنها مائلة

ويسأل عن جرة الطين أطفالنا،من يدرسهم،ماهية ؟؟؟؟

يقول المدرس : هيا تهجوا : (أمريكا) هي الجرة العارية

وتسألني في (طرابلس)،أحجار شارعنا،الساهرة:

أمازالت الشمس،والشعر،من (ليبيا) تطلعان،بقلب الدجنة؟؟؟

أمازال ذبح العقيقة،للطفل سنة؟؟؟

فتأتي الإجابة : دقات ساعتنا،فوق سوق المدينة

وأغنية العاملين ببنائنا،يجذبون حبال السفينة

ويستيقظ الملح،والزيت،فوق الرغيف

على فم أرمله،تسهر الليل في مغزل،دار في خيط صوف

ويمضي بخور دراويش حلقات أذكار شيخ الطريقة

تأمل تر الممتطي الفأس،داخل أثوابه عاريا

ولا يستر العري غير غبار الطريق

وبعض أصابع معروقة،في رماد الحريق

يقول المعلم : فاعل آذى يضم ويرفع

يرد الصغار: يضم ويرفع

ويسألني حاجب المدرسة:

لماذا يضم،ويرفع ؟؟؟

أيضرب زيد زميليه : بكرا،وعمرا ؟؟؟

ولا يفتح الفاعل المعتدي،ثم يكسر ؟؟؟

وتسمع زيتونه،عقمت،لم تلد ثمرا،أو ظلالا

وتضحك

وألقي على الشمس ظلي،ليقتل الخاطئون،بدون خجل

فتظهر أحلامهم في النهار

أتعجب من حلم ماشيا،بالنهار ؟؟؟

ففي البئر تظهر شمس على الماء،أخرى،وقد تشتعل

وينبت فوق أصابعنا،زهر عباد شمس،يدور

يفكك أسرار،كر العصور

والبس تصهال خيل المط

أشعل فيها رياح القدر

وارجع طفلا،إلى حضن أمي

واصرخ،اضحك،حتى انشقاق القمر .

_________________________________________

مجلة “الفصول الأربعة”.. العدد:15/ سبتمبر-1981

مقالات ذات علاقة

هلم

خالد مرغم

طينٌ تكفيه قُبلة ليُضيء

مفتاح البركي

البنت الليبية

المشرف العام

اترك تعليق