قصة

غَنِيمَة

سَعَتْ بَيْنَ السَّرَابِ والسَّرابِ ألْفَ مَرَّةٍ ، نَزَفَتْ قَدَمَيْهَا وَلَمْ يَنْفَجِر المَاءَ تَحْتَ قَدَميَّ الْذَبِيحِ. أنَاخَتْ لِجَامَ الحِكَايَاتِ الْمُهْتَرئَةِ، اتَّكَأتْ عَلَى كَتِفِ لَحْظَةٍ هَارِبَة ، ثُّمَ فَتَحَتْ المَزالِيجَ أمَامَ طُوفَانِ النَّزْفِ.

عِنْدَ المَحَطةِ الأخِيرةِ لِقَاطِرةِ الزَّمَنِ ، قَرَرَتْ بكل تهورٍ ،التَّوَقُفِ والتَّنَفُّسِ لِبَعْضِ الوَقْتِ. وَقَفَتْ عَلَى حَافَةِ الغِيَابِ ، تَفَيَّأتْ ظِلَّ غَيْمَةٍ وَارِفَةَ الشَّجَنِ ، فَاشتَعَلَ سِرَاجُ الكَلِمةِ ، وَأشْرَقَتْ بَيْنَ الحُرُوفِ شَمْسٌ ظَنَّتْ أنَّها اغتِيلتْ مُنْذُ عُقُودٍ.

فَجْأةً ، وَجَدَتْ نَفْسَهَا وَسَطَ سَاحَةِ قِتَالٍ : إذَا لمْ تَقْتُلْ ، سَتُقْتَلُ. بِشَجَاعَةٍ غَيْرِ مَعْهُودةٍ مِنْهَا ، ارتَدتْ دِرْعَهَا الرَّثِ ، امتَشَقَتْ سَيْفَهَا الخَشَبِي ، امتَطَتْ جَوَادَهَا الهَرِمُ ، وَقَاتَلتْ بِكُلِّ شَرَاسَةٍ.

عِنْدَمَا لَمْلَمَ المَسَاءُ آخِرَ خُيُوطَ الضَّوءِ ، عَادَتْ مُثْخَنَةً بِالحِكَايَاتِ ، تَقُودُ ألفَ قَافِلَةٍ مُحَمَلَةٍ بِدِنَانِ الخَيْبةِ.

 

مقالات ذات علاقة

الكواكبي

عوض الشاعري

مقصورة حناي

زكريا العنقودي

قبل مَغيْب الشمس

أحمد يوسف عقيلة

اترك تعليق