من أعمال الفنان محمد الشريف.
قصة

النيزك

جلس ذلك المساء قبالة شباك حجرته يتأمل السماء الصافية المرصعة بآلاف النجوم تذكر كم أن الأفق متسع إلي مالا نهاية وكم أن الدنيا قد ضاقت بالعديد من البشر بمن فيهم هو .

رأي شيئا يتحرك في الأفق …. متجها إلي الأرض يقترب رويد رويدا له ذيل طويل من لهب أنه نيزك ضخم …. سيرتطم بالأرض …. ثبت عينيه تجاهه

أقترب أكثر ثم دوي لأنفجار ضخم هز جدران حجرته…. أنقطع النور وغرق في ظلام دامس …. أتجه إلي المطبخ ليحضر عود ثقاب ليشعل شمعة تبدد الظلام وليستطلع ما حدث …. ولكنه أصطدم بقضبان من حديد سدت عليه طريق الخروج… تحسس القضبان إنها في سماكتها كقضبان الزنزانة التي قضي فيها نصف عمره سجينا لمجرد الأشتباه به فقط …. لا بل هي فعلا سمع بعض الأصوات الغامضة أرهف السمع … أنه صوت السجان البدين الذي تفوح منه علي الدوام رائحة كريهة…. ويسخر منه دائما ولا يناديه إلا بالجرذ ….. سمعه يضحك ويتجه إليه

– تريد الخروج من الزنزانة أيها الجرذ ؟؟؟؟!!!!!!!

– ولكنني خرجت من السجن ؟؟؟؟

– خرجت كيف ؟؟؟ ومتي ها ها

– عد إلي حفرتك وألا ……

واخذ يلوح مهددا بعصا غليضة في يده .

أحس برعب قاتل … الرجفة سرت في كل أنحاء جسده هل هذا كابوس أم حقيقة ؟؟ لابد أنه النيزك قد أعاد الزمن في الأرض  إلي الوراء بشكل ما !!

أحضر له الحارس البدين وجبته في ذلك الصحن القذر… وأنصرف ركل ذلك الصحن بكل قوته لا لن يعود إلي الزنزانة مرة أخري سيموت أن هو عاد …. سمع الحارس يحمل تلك العصا الغليظة ….  الجلبة التي أحدثها أرتطام الصحن بالجدار  هرول مسرعا إلي الزنزانة  فتح باب الزنزانة المغلق وأنهال

عليه بالضرب بوحشية… تكوم في زاوية من الزنزانة واضعا يديه علي رأسه ووجه ليحميهم في تلك اللحظة أستيقظ من نومه فزعا والعرق البارد يتصبب من كل مسام جسده…. تحسس جسده برعب وجال بعينييه في أرجاء الغرفة  انه لايزال هنا في بيته … نهض من علي السرير وأتجه خارجا نظر بحذر من زاوية الغرفة…. قد يكون ذلك البدين لايزال يترصد له في زاوية ما والعصا الغليظة في يده ….. لم يجد أحدا ….تأمل السماء المظلمة بقلق …. بقيت عيناه مسمرتان ترقبان الأفق المظلم طويلا …. ماذا لوسقط هذا النيزك يوما ما ….. ماذا لو سقط ؟؟؟!!!!!!

مقالات ذات علاقة

الشـــرف

سعد الأريل

مفتاح

المشرف العام

مناشير الموت…

حسين بن قرين درمشاكي

اترك تعليق