رواية زرايب العبيد، لنجوى بن شتوان.
حوارات

حوار مع نجوى بنشتوان المرشحة في القائمة الطويلة

الجائزة العالمية للرواية العربية

الكاتبة نجوى بن شتوان

متى بدأت كتابة رواية “زرايب العبيد” ومن أين جاءك الإلهام لها؟

بدأت كتابة رواية “زرايب العبيد” في العام 2006 ، كتبت منها ما يشبه القصة القصيرة ثم توقفت بعد ذلك وشرعت في التفكير في الانطلاق من تلك القصة نحو عمل أكبر يستمد جذوره من الواقع لكنه لا يخلو من الخيال، أخذت اسم الحي القديم لأحد مناطق مدينة بنغازي وبدأت في تخيله كيف كان منذ قرابة 200 سنة خلت، لا يوجد معلومات تاريخية أو مادة موثقة يمكنني الانطلاق منها، عدا بعض الصور التي التقطت للزرايب إبان دخول ايطاليا لليبيا واهتمامها بالمسح، عثرت على صورة لها عند صديق وبدأت في تأملها، محتويات الصورة كانت فقيرة ولا يوجد بها تفاصيل، أتذكر أنني وضعتها أمامي على شاشة كمبيوتري وبدأت أتأملها وأفكر في تعبئتها بالأشخاص المناسبين وبحكايتهم، لم أكتب خلال هذه الفترة الطويلة التي سكنتني فيها الصورة فقط وانشغلت بأمور أخرى تخص الدراسة والعمل.

في سنة 2015 كنت قد أصبحت في روما، أعدت فتح ملف الزرايب على حاسوبي ذات ليلة في شهر فبراير وكانت صاحبة البيت تطلب مني الإخلاء، أصبت بالارتباك والحزن كيف بقي كل شيء معلقاً دون تتمة وأين سأتمه إذا ما كنت لا أعرف لي مكاناً استقر به، شرعت في ترتيب ما وجدته من ملاحظات، ثم انتقلت الي مدينة باليرمو للبحث عن عمل وقررت فتح ملف الزرايب هناك، ثم خلال عام كامل انتهيت منها ووجدت نفسي أعود من جديد بعدها لروما.

الزرايب هكذا تكون قد كتبت في مكانيين متقابلين على ضفاف البحر المتوسط، وهي بحرية وهذا من صدفها الغريبة، كأني ما ذهبت هناك إلا لكي أكتبها، كنت أكتب بوتيرة متواصلة ولساعات طويلة تبدأ من الصباح وتنتهي ما بعد الظهر، كانت في صيف قائض في البلكونة، وكنت بلا مال أو عمل وبقليل من الطعام وكثير من المشاكل المتعلقة بالإقامة. كنت وحيدة ومعزولة رغم إقامتي المشتركة مع أخريات، لكني كنت صامتة معظم الوقت وقد أتكلم بعد يومين أو ثلاثة اضطراراً.

غلاف رواية زرايب العبيد

كان تفكيري وحديثي مع تفسي وعيشي مع الزرايب ومع أبطالها متواصل، حتى أنني كتبت أجزاء منها ووجدتني أبكي ثم أسير ساعات طويلة لأتخلص من تأثيرها الغامض على روحي.

خلال سنة الكتابة الأخيرة لم أشاهد الصورة التي انطلقت منها وبدأت أرى الشخصيات تتحرك فعلياً أمامي. انهيتها وأرسلت المسودة للناشر فجاءتني الموافقة بعد شهرين وكانت هي الفرحة الوحيدة لي في ذلك الوقت الحزين جداً.

كيف استقبلها القراء والنقاد؟

هناك أصدقاء عرضت عليهم مخطوطة الرواية، كمقياس، أعجبوا بها أيما إعجاب بل أن واحدة من بين الثلاثة كانت تصر على أنها الرواية التي ترصد مائة عام من العزلة الليبية، وبالطبع راقني الربط الماركيزي الرائع.

بعد صدور الرواية بدأت تصلني ردود أفعال القراء بمختلف أنماطهم. كثيرها مملوء بالإعجاب والدهشة بقدرة الرواية على شدهم لقراءتها حتى النهاية، لقد انتبهت إلى أنني كتبت ثلاث مائة صفحة ومن الصعب أن أحتفظ بقارئ لها في أسبوع، فإذ بالقراء عندما أسألهم عن الزمن الذي استغرقوه في قراءتها يقولون لي (يومين بس) إنها وتيرة عالية ومشجعة بالنسبة لي، على عكس زمن كتابتها، فقد كان ثقيلاً بكل معنى الكلمة.

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

مشروعي الأدبي المستمر بعد زرايب العبيد، هو الكتابة فقط، أتمنى التفرغ لها ومغادرة العالم الأكاديمي نهائياً. الكتابة مثلما بدأتها لا لشيء أحب الاستمرار فيها كأنها كل شيء. بدليل أنه لدي مشروع رواية جديدة مختلفة مضموناً وطرحاً، بل لقد بدأت فعلياً وربما ما ينقصني الآن هو الوقت والاستقرار في مكان والتوقف عن الترحال.

تستهويني معتقلات الهولوكست الإيطالي في ليبيا وأفكر في كتابتها روائياً، أعرف نفسي سأفعل ذلك يوماً ما لأنني جمعت بعض الصور وبدأت في تأملها، لكني آمل ألا يستغرق تأملها ما استغرقته تلك الصورة التي ولدت منها “زرايب العبيد”.

مقالات ذات علاقة

يونس الفنادي: الأدب الأردني يفيض بالجماليات والقيم الإنسانية

المشرف العام

الأستاذ: عبدالله مليطان/ شهرة “الكوني” مردها صلته وارتباطه الوثيقين بالبيئة

المشرف العام

جمعة الفاخري: أُقحمْتُ لأكونَ ربَّانًا يمكنُهُ إنقاذُ سفينَةٍ تغرقُ في عرضِ محيطٍ هادرٍ

المشرف العام

اترك تعليق