شخصيات

رحلوا عنا في 2016

رغم قساوته، يظل الموت هو الحقيقة المطلقة في حياتنا، والتي بجانب إيماننا بها، فهي الخاتمة لمسيرة كل إنسان، وما يبقى منه إلا حصاد السنوات التي عاشها، في ذكرى تظل باقية من بعده، تستمر بقدر ما قدم من نفع.

والمبدع والفنان، إنسان استنطق مكامن الجمال، وجسدها باللون، أو الكلمة أو الأداء. وهو بالتالي قيمة ثقافية للمجتمع.

وهنا نتوقف مع حصاد العام 2016، لأهم الأعلام من مبدعين وفنانين غادرونا، إلى دار البقاء، وبقيت أعمالهم وإبداعاتهم شاهدة عليهم، وعلى ما قدموه من إبداع.

رحلوا عنا في 2016

أولى المودعين لهذا العام، الفنان التشكيلي “العارف عبيه”، في الجمعة، الـ5 من شهر فبراير، بعد صراع طويل مع المرض. عرف الراحل بعصاميته ومثابرته في مجال الرسم التشكيلي حتى أوجد أسلوبه الخاص الذي لا تخطئه عين، في اقترابه من الموروث الشعبي الليبي، حد وصفه بفنان الفطرة.

ثاني الراحلين، كان الفنان “عبدالرحيم عبدالمولى”. والذي توفى بمدينة درنة، الاثنين 8 فبراير، بعد صراع مع المرض. والراحل من الفنانين الذين أثروا الدراما الليبية بمجموعة من المسلسلات ذات الطابع الاجتماعي.

ولم تمر أيام، حتى علمنا بوفاة الإعلامي والصحفي “عمر السنوسي”، السبت 13 فبراير، بمدينة طرابلس، بسبب مضاعفات أزمة قلبية تعرض لها قبل، ونقل على أثرها إلى غرفة العناية الفائقة بمركز طرابلس الطبي. وعرف الراحل بمساهماته الإعلامية منذ السبعينات في مجالات الصحافة المكتوبة والإذاعة، من خلال الكتابة في عدد من المجلات والصحف الليبية، وإعداد وتقديم البرامج الحوارية في الإذاعتين المسموعة والمرئية، كما عرف بعلاقاته الطيبة مع العاملين في الحقل الإعلامي الليبي خلال مسيرته المهنية.

لتكون رابع المغادرين في هذا الشهر، الفنانة المتألقة “نعيمة بوزيد”، التي أعلن وفاتها بشكل طبيعي، الثلاثاء 23 من شهر فبراير بمركز بنغازي الطبي. والراحلة، أبدعت في مجال الكوميديا، تاركة رصيدًا من الأعمال الفنية المتميزة في مجال المسرح والتلفزيون، عبر مسيرة طويلة من العطاء الإبداعي تجاوزت الثلاثة عقود من الزمن.

رحلوا عنا في 2016

الفنان التشكيلي “علي العنيزي”، توفى الجمعة، الـ4 من شهر مارس، وهو يعتبر من الجيل الثاني من رواد الحركة التشكيلية في ليبيا، واستمر عطاؤه الفني لأكثر من أربعة عقود، أسهم وشارك في الكثير من المعارض الفنية، داخلياً وخارجية.

الأول من شهر أبريل، والذي صادف الجمعة، أعلن وفاة الفنان التشكيلي “حسن ديهوم”، بمدينة بنغازي، والراحل من الفنانين الذين لديهم بصمتهم في المشهد التشكيلي الليبي.

وفي ذات الشهر، وتحديداً الأحد 10 أبريل، أعلن في طرابلس، عن وفاة الإعلامي “مفتاح حجازي”، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب. وكان الراحل من المذيعين والإعلاميين البارزين في الإذاعتين، المرئية والمسموعة، من خلال العديد من البرامج والسهرات.

الفنان “علي السنوسي بوجناح”، انتقل إلى الرفيق الأعلى، عشية الجمعة، الـ6 من مايو، بمدينة بنغازي. والفنان الراحل كان له إسهام واضح، في مسيرة الدراما الليبية مسرحياً، وتلفزيونياً، وإذاعياً، من خلال العديد من الأعمال، التي جسد فيها الكثير من الشخصيات.

رحلوا عنا في 2016

سيدة المسرح الليبي “سعاد الحداد” غادرت الركح، بعد صراع طويل مع المرض، بدأ منذ العام 2014 الأمر الذي استوجب ترددها على المستشفى أكثر من مرة، لإجراء عملية سحب ماء من الرئة. وقد أعلن عن وفاتها الاثنين 13 يونيو، بمدينة طرابلس.

الفنان “مفتاح جرود”، المدير العام لفرقة الشروق للمالوف والموشحات، تعرض لحادث مروري، الأمر الذي دخل على أثره لقسم العناية الفائقة، لكن مضاعفات الحادث، كانت قوية، فكان أن وفاه الأجل الخميس، 14 من شهر يوليو. والراحل من الرعيل الاول من الفنانين والذين تأسست بهم المجموعة الصوتية الاولى للإذاعة الليبية.

وإثر حادث مروري بطريق الشط، بمدينة طرابلس، توفى الفنان “إبراهيم اليعقوبي”، الثلاثاء 19 يوليو. وللفنان الراحل إسهامه في العمل المسرحي منذ سبعينيات القرن الماضي، كما وساهم في أكثر من عملٍ مرئي، إضافة لاهتمام بمسرح الطفل.

أحد عمالقة الغناء الليبي، الملحن “يوسف العالم” يرحل عن دنيانا في 13 أغسطس، بمدينة بنغازي، إثر عارض صحي مفاجئ. اضطره لدخول العناية الفائقة، لك أمر الله كان. الراحل من الملحنين الليبيين الكبار، والذي بدأ مشواره الفني في نهاية الخمسينيات، حيث قدم العديد من الأغاني لحناً وأداءً. لحن القصيدة الفصحى، والعامية.

رحلوا عنا في 2016

في منفاه، وبعيداً عن حبيبته بنغازي، توفى في الـ16 من شر أغسطس، الفنان الساخر “حسن هيمش”، والمعروف باسم (الساطور)، وقد تميز في رسومه بخطوطه الحادة وموضوعاته الجريئة، والتي تقصد إلى هدفها مباشرة. والفنان الراحل هو نجل الشيخ “محمود دهيميش” عالم الدين والواعظ والخطيب والصوفي الشهير، وأول مقرئ للقرآن بالإذاعة الليبية.

بعد سلسلة من الأخبار غير الصحيحة، أكد خبر وفاة الفنان “محمد السيليني” في الـ14 من شهر سبتمبر، بألمانيا. بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض. ليدفن بمدينة طرابلس في الـ18 من ذات الشهر بمقبرة سيدي منيدر. للراحل أكثر من 300 عمل غنائي، في مختلف أشكال الغناء، والموضوعات، علق الكثير من أغانيه بالذاكرة، كـ: يا جدي الغزال، من المغرب تقوى ناره، اليوم صاحبي عنك حكى بكّاني، أم الضفائر، وين ماشيه يا مركبي قوليلي، مشتاق السماحة لو تدري.

الفنان “بشير بلعيد” أو (عطيل) كما يعرف في الوسط المسرحي، أعلن وفاته الأربعاء 21 سبتمبر، بمدينة صبراتة، مسقط رأسه وبها دفن. وهو عضو فرقة المسرح الوطني – طرابلس منذ 1986، وحتى 1995، حيث انتقل إلى المسرح الوطني للطفل. شارك في العديد من الأعمال المسرحية والإذاعية، منها مسرحية (باب لفتوح).

بعد صراع مؤلم مع المرض، ويوم عصيب بين مستشفيات ومصحات طرابلس، انتقل إلى جوار ربه الفنان “محمد الجفيلي”، الاربعاء 16 نوفمبر، في أحد مصحات مدينة طرابلس. والراحل بدأ حياته من خلال المسرح، مع فرقة الأمل، المسرح الوطني، وفرقة المسرح الليبي؛ ممثلاً، ومؤدياً، كما عمل بمسرح الطفل.

في ختام هذه الحوصلة، نعرض لمجموعة من الأرقام المهمة؛ حيث سجل العام 206، غياب 15 مبدعاً ليبياً، منهم:

4 فنانون تشكيليون.

5 فنانون في مجال الدراما التلفزيونية والمسموعة.

2 إعلاميان.

4 فنانون في مجال الموسيقى والغناء.

مقالات ذات علاقة

عبد الفتاح الوسيع…ذكرى الرحيل الأولى

مهند سليمان

طرائف الأدباء والفنانين

المشرف العام

في ذكرى رحيله.. التليسي يعانق الأسطورة

المشرف العام

اترك تعليق