المقالة

   استيقظوا يا ابناء الوطن ليبيا  

عيني تتأمل في واقعنا وعقلي مشغول دائما بتفكير فيه والقلب ينبض من الحزن والألم فعندما أتابع الأحداث والأخبار وأرى بأن الدماء تراق أمام ناظري اهلنا  وأصوات الأنين للنساء والأطفال والشهداء وأكثر الناس لا يبالي بها والدمار والخراب الذي يحدث في وطننا ليبيا فلا يحرك أولئك الراكدون من المسؤولين لا من قريب ولا من بعيد رغم ذلك  نجد هناك مجموعة من الناس الخيرة التي تود بكل حق وحقيقة أن تغير واقعنا للأفضل فلا تتعجب عندما أقول نعم  لا زال هناك الكثير من الناس فيهم الخير فينا ولكن بنفس الوقت هناك فئة منهم لأنها تستخدم في الكلام وتظهر الحزن والألم والأسى وتكتفي بهذا بل  نحن نريد فئة إذا قالت فعلت وإذا نوت فعلت وإذا رأت فسادا قامت لدحره.
يستطيع أي منا تغيير واقعنا للأفضل ويصبح البطل في هذا الزمن الذي قل فيه الأبطال فيحمي أولئك الضعفاء من النساء  والأطفال ويعيد الحقوق لكل المظلومين ويطعم أولئك الجائعون ،ويأوي أولئك المشردون ويتصدق على أولئك الفقراء والأمر وما فيه يحتاج فقط إلى نية صادقة وإرادة قوية وعزيمة لا تهزها الريح حينها سينطلق ذاك البطل دون أي عائق يعيق طريقه وأيا كان مجاله ووجهته فإنه أيضا يستطيع أن يكون بطلا.
الطبيب :يستطيع أن يكون بطلا عندما يعمل بالضمير فيعالج المرضى دون أي غش أو خداع وينتقل  تطوعا من مدينة الي اخري منه لعلاج  والمعلم يستطيع أن يصبح بطلا عندما يعلم الجيل الحالي معنى الأخلاق السامية والتربية السليمة واحترام الاخرين  وعندما يستقطع بعضا من المدرسين  وقته في تعليم أولئك الذين أجبرتهم الظروف على البقاء بلا تعليم فيقوم بتعليمهم دون مقابل حتى يخرج جيلا نافعا ينفع الوطن وكذلك ينطبق هذا على المهندس والمشرف والموظف والعامل واي كان المجال يستطع تسخيره لخدمة من حولة
ان  كان بعض من  الناس يدعون لدمار فأدعو أنت للإصلاح والبناء  وإن كانوا يدعون للفساد والشر فادعوا أنت الى الخير وإن كانوا يدمرون   فكن أنت من يعيد البناء، وإن كانوا يخدعون فكن أنت من يزيل هذا الخداع وإن كانوا غافلون فكن أنت الذكي والمتيقظ ما يحدث في بلادنا  وكأننا قطيع من الغنم يسير
خلف راعيه نضحك من قلوبنا ونحن نتبع التفاهات والواقع يبكي علينا وهو يرانا نتبع هذه التفاهات
نلهو ونلعب ونظن أننا أحرزنا نجاحا وبالحقيقة نحن نلعب ونلهو وقد أحرزنا فشلا فظيعا أحداث في حياتنا مترابطة كسلسة وكلما طالت هذه السلسة دلت على مدى الغباء الذي نحن واقعون فيه .
وضع بلادنا الآن ما لذي حدث لنا لماذا أصبحنا نقاتل ضد بعضنا فنتحالف مع من يريد لنا الأذى ضد من هو على حق ونتقاتل بعضنا فأصبح شيء عاديا بنسبة لنا أن نقتل بعضنا  البعض وكأننا نمشي على هذا المقولة المعروفة إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب.
أصبحت دماء الأبرياء تهدر بكل سهولة ،وكأنهم دمى قد أصبحت قديمة ووجب التخلص منها أصبحت المدارس تدمر وبلا مبالة والطرق تقفل بلا مبالة وصوت السلاح يسمع  ليلا واحيانا في عز النهار وامام المارة ولا مبالة وازدحام امام البنوك المنهوبة والمسلوبة  اصلا من السراق الذين لا يخافون من يوم الحساب
فضاع بذلك مستقبل الشباب والاجيال وتحطمت أحلامهم وطموحاتهم وحتى المستشفيات تدمر بلا رحمة فيحرم بذلك المصاب من أقل  حق من حقوقه ألا وهو العلاج تردد هذا السؤال في ذهني “ما لذي يحدث؟”
هل أصبحنا تجردنا من الانسانية والرحمة بيننا  وبلا أي عقلانية ولا تفكير أم أصبحت على قلوبنا وعقولنا أغشية من فولاذ .
الذي يحدث لا يمكن حلها لأننا  أصبحنا كالأطفال المواليد نحتاج إلى من يهتم بنا ويرعانا بغض النظر عن نية هذا  الشخص الذي لا نعلم عنه شيئا فقط كل ما نريد منه هو الرعاية فقط منه .
نتأمل بهذا الزمان  أيضا واقع مجتمعنا من حولينا  رأيت بأن أكثر الناس يفكرون في أنفسهم فقط ولا يبالون بمن حولهم تهمهم المظاهر فيرتدون أرقى الثياب وأفخم الأثاث وأروع المنازل ولا يبالي أكثرهم بنازحين الذين لا مأوي لهم  حيث طردوا من مدنهم ومن بيوتهم تركوها بما فيها من ذكريات وبحاجاتهم الخصوصية أصبحنا مجتمع كل شخص تهمه نفسه فقط أصبحنا التقليد والتفاخر بيننا .
أصبحنا لا نتفاهم ولا نتحاور ،وحتى في الأسرة الواحدة  لا توجد أجواء الحنان والرحمة والمودة أصبح كل شخص منشغل فقط بأجهزته  الإلكترونية بعيدا عن أهله أصبحنا نعادي بعضنا البعض بسوء الأخلاق حتى تسببنا لكثير منا بأمراض نفسية مزمنة ،تجعل منه شخص قاتل وضار على المجتمع.
أختم كلامي هذا!
استيقظوا يا ابناء الوطن ليبيا  ،استيقظوا يامن أنعم الله عليكم بنعمة الإسلام وانعم علينا بنعمة الوطن ليبيا بما بيها من الخيرات التي لا تحصي ولا تعد يكفيكم هذا السبات يكفيكم هذا التغافل مازالت أمامنا فرص  كبيرة لا تفوت حتى نلحق بقطار الدول المتحضرة التى من حولنا .

لنسعي لسعادة القلوب من نومها وسباتها العميق عسى ولعل تكون سبب في إيقاد شمعة الأمل من جديد عسى ولعل تكون سببا في مسح دموع قد انهمرت حتى جفت نتمنى أن نعود أقوى وأفضل، ليس فقط بالعلم والدين بل أيضا بأخلاقنا فبالأخلاق المجيدة ترقى الأمم

واخيرا …… استيقظوا يا ابناء الوطن ليبيا  

 

يوم الثلاثاء 23/11/2016م

 

مقالات ذات علاقة

الخال يوسف القويري (1)

سالم الكبتي

الأنبياء الكذبة وقدر الإبراهيمية!

علي عبدالله

الفن.. بين الأخلاق والجمال

المشرف العام

اترك تعليق