قصة

مشهدية

مشهد – 1

اعتادت أن ترسل عينيها ورائهما، تسبر الطريق خلسة ودائماً كانت تجد ما يخبئها.. إلا أن الازدحام ساترها من أخفاها سنين.

تبحث عن زاوية تواريها.. تُفلتُ عيناها تتلصصهما عندما يبدءان في الظهور.. تعود إلى الوراء قليلاً، تخفي مكانها، تراوغ حركتيها يميناً، يساراً.. تداري وجودها (لا يخطر ببالهما أن ثمة من يراقبهما)، عيناها وحدهما من تجرؤان على الظهور.

تتسحبان.. تتسللان ورائهما محاولتان اتخاذ أماكن جانبية مستورة، تصيران أكثر جرأة، تتدحرجان، تتقافزان أمامهما كبهلوان.

تتزحلقان فارتان قبل أن يدوساهما بأقدامهما، عابران منتصف المسافة، الثلث الأخير.. تعود العينان الجريئتان مكانهما بخيبة، ويبدءان في إعادة المشهد.

مشهد – 2

رفيقان.. جنباً إلى جنب.. ولد وبنت، يجمعهما شبه، أهمه الصرامة، يحافظان على المسافة بينهما.. يتقدمان بذات النمط.. لا يلتفتان لبعضهما، لا يتحدثان.. يختفيان.

مشهد – 3

مبنى عريض موقف سيارات ترابي يفصلهما طريق أسفلتي، يبدؤه أقصى اليسار وتنهيه طريق أخرى…. أقصى اليسار، يرسل أشجاراً وشجيرات تشح كثافتها شيئاً فشيئاً، حتى تنتهي كاشفة عُري الطريق الممتد للرؤية.

يظهر شبحهما هزيلاً بين الشجيرات الضعيفة، وبعض مارة، وآخر الأشجار الخجلة.. يزداد وضوحاً عندما تنحسر، فيعتليان الطريق تظهر منهما الجهة الجانبية.. عادة ما تكون هي يمنيه فتحجب رؤيته في أغلب المشاهد، عدا بعض أجزاء من جسده.. فهو سائر وبطبيعة الحال قد يسبقها بخطوة، أو قد يأخذ خطوة جانبية غير متوقعة هو أيضاً، أطول منها فيحافظ أعلى رأسه على الظهور، أجزاء من أطرافه.

تنهي خطواتهما الطريق (المتاح رؤيتِهما خلاله).. يختلطان مجدداً بالأشجار التي تكون.. بعض الناس.. بعض السيارات.. ويظهران بشح في بعض فراغ يستل قدراً بين كذل ذلك.. يشي بأنهما يركبان سيارة تصبهم في طريق آخر.. انتهى المشهد

(إعادة)

يأتيان بيوم جديد.. تأتي بتكهنات.. لا وقت محدد.. تبحث عن مكان.. وراء أحد الأعمدة.. زاوية تحجبها أو تجمع (فتيات مثلاً).. يظهران.. يأخذان مسارهما.. يتسربان.

مقالات ذات علاقة

الزهراء

حسن أبوقباعة المجبري

الخروج من الغابة

أحمد يوسف عقيلة

كوشي يا ليبيا

محمد المسلاتي

اترك تعليق