/ن أعمال التشكيلية امباركة زيدان.
قصة

مسكنات مؤقتة

Embarka_Zidan_01

في كل مرة تلتهم الأقدار استقراري إن حاولت أن أنعم بذلك إذ أنني رجل بثلاثة رؤوس وقلب واحد.. لكل زوجة رأس.. أما القلب فقد كان لمن هي قبلهن.. وحينما حاولت تقسيمه عليهن خذلني وأجتازهن لأبنائي..

لدى من الأبناء ذكر وأنثى وذكر  وأنثى أيضاً؛ حسب التسلسل العائلي في الترتيب الأسري..

حينما شعــــر  أبنائي بوجود امرأة تزاحمهم قلبي استاءوا إزاء ذلك فحاولوا التسلق إلى رؤوسي تلك لأخبار أمهاتهم بعدم ضخ العواطف من منبع وجودهم لوجود امرأة غيرهن ،،

حينما حاول ابني البكر التسلق إلى رأسي الأول ردعه للوراء طوفان من كلام الناس قد ابتلعت به قرص إسبرين كنت أتعاطاه ضد التجلط وانسداد الشرايين، وعندما أدرك أهمية القرص استسلم وتزحلق في مريئي وقفز منه إلى القلب ليخبر إخوته أن يلوه بأدوارهم في المحاولة .

أما عن قطتي المدلله حينما حاولت التسلق وجدت في طريقها ازدحامَ الأفكار وعرقلةً في التفكير، وعرقلها في الوصول لهدفها قرص بندول بطيءُ المفعول وعاجز عن الحلول الجذرية، لكنه قادر على تسكين تلك الرؤوس اللعينة في الأوقات الحرجة..

فعادت ابنتي لأخوتها مسرعة تلوذ بالصمت، أدركوا أنها لم تنطق كلمةً ولم تصل لتلك الرؤوس أساساً..

أما الثالث فهما توأمين من زوجتي الثالثة فضلا المحاولة وهم في قاع قلبي، فتآمرا على بتكنيك خطة لا تخطر على بال جني أزرق؛ فهمسا لي بالضغط على قلبي لتضطرب نبضاته قائلين: ((نريدك أن تجمع أمهات ثلاثتنا ولتجعلهن في رأس واحد وأقطع رأسيك الآخريين، هكذا تبقى علاقة الوصل بين القلب والعقل.. لذا رأس واحد أفضل من توزيع أفكارك على ثلاثة رؤوس وحجب عواطفك للوصول إليهن..))

أربكني طلبهم أو بالأحرى أمرهم وأنا عاجز لا خيار أمامي إلا أن أرضخ لرغبة أبنائي الذين يتقاسمون قلبي بشغف وتملك..

بعد أن قررت؛ قطعت رأسين من رؤوسي وبقيت برأس واحد قد جمعت فيه زوجاتي الثلاث لكن كنت أعلم منذ البداية أن هذا ليس حلاً جذرياً أو مناسبا، لكنها رغبة صغاري الحاسمة في نظرهم… هم لايدركون أي المعارك هي التي تدور في رأسي الذي جمعت فيه ثلاثتهن.. وأي الحروب شنت داخل هذا الرأس الصغير.. وأي الخلافات التي تذبح قراراتي الصارمة.. وأي الآراء هي التي تكتم أنفاس أفكاري..

ودون أن أخبر أبنائي بالحل الذي وجب علي فعله؛ قطعت أيضاً ذلك الرأس لأكتفي بقلب يتقاسمه أبنائي مع آثار لامرأة عالقة بين أوردتي..

                              24-4-2014

مقالات ذات علاقة

1969… الجواد

المشرف العام

لحظة عابرة

أحمد يوسف عقيلة

جسد مُطفأ

وفاء البوعيسي

اترك تعليق