طيوب عربية

كتاب يتتبع تأثير أرسطو في النقد العربي

‘أثر كتاب الخطابة لأرسطو في التراث النقدي والبلاغي عند العرب’ لهدى قزع يوضح كيفية تلقي البلاغيين لمنهج الفيلسوف اليوناني.

ميدل ايست أونلاين

عن ميديل إيست أونلاين
عن ميديل إيست أونلاين

عمان – يسعى كتاب “أثر كتاب الخطابة لأرسطو في التراث النقدي والبلاغي عند العرب” الصادر مؤخرا للدكتورة هدى قزع إلى بيان أثر كتاب أرسطو في والبلاغة العربية، وتوضيح صورة هذا الكتاب حين نقل إلى العربية وكيفية تلقي الفلاسفة العرب له.

جاء الكتاب في ثلاثة فصول، الأول بعنوان: “كتاب الخطابة كيف نقل إلى العربية” تحدثت فيه المؤلفة عن وجهة نظر ترى أنه لكي نفهم كتاب الخطابة يجب أن يتم البحث في البيئة الحضارية التي أحاطت ظروف الترجمة والمترجم، وتوقفت عند محطات التقاء العرب بغيرهم من الامم، وكيفية وصول الكتاب وهو جزء من المنطق الأرسطي ورأت في الروايات المبثوثة في كتب المنطق ما يحدد معرفة العرب بهذا الكتاب وزمنها.

وتناولت المؤلفة في هذا الفصل ترجمة الكتاب العربية القديمة وأوضحت الروايات المتصلة بها، واحتفت برواية ابن النديم في “الفهرست” إذ وجدت أنها أتم الروايات وأشملها، وشرحت غموضها ووصفت الاحوال المتصلة بمترجم الخطابة وزمن الترجمة واللغة التي نقل عنها.

كما بحثت في هذا الفصل الترجمة العربية القديمة من حيث تكوينها الداخلي فدرست لغة المترجم دراسة لغوية محضة وتوصلت إلى أسلوبه وهويته ومدى صلة معانيه بالأصل اليوناني للكتاب وبينت الخطوط الكبرى التي أدتها الترجمة العربية له بصورة مجملة.

أما الفصل الثاني الذي جاء بعنوان: “كتاب الخطابة بين أيدي الفلاسفة المسلمين” فانطلقت المؤلفة فيه من وجهة ترى أنه لا يمكن تجاوز جهود الفلاسفة المسلمين في تلقي الخطابة الأرسطية تقديما وشرحا وإيضاحا وتلخيصا، لما احتوته هذه الجهود من نظرات نقدية وبلاغية.

وتوقفت عند ما وصل إلينا من الفارابي من كتاب في الخطابة وركزت قزع على منهج الفارابي في تلقي الخطابة الأرسطية وناقشت في فصلها الثاني آراء محقق الكتاب وغيره من الدارسين، وخلصت إلى رأي يقوم في أساسه على المقارنة بين نص الفارابي والترجمة العربية للخطابة.

كما درست جهد ابن سينا في كتاب “الحكمة العروضية في معاني كتاب ريطوريقا” وناقشت الاخبار المتصلة به، وأظهرت صلته بنص الترجمة العربية من خلال المقارنة النصية بينهما، ثم اتجهت إلى دراسة مؤلفه في الخطابة من خلال كتاب “الشفاء”، فأوضحت الروايات المتصلة به بما يكشف عن ظروف التأليف وزمنه.

كما توقفت عند جهود ابن رشد في الخطابة فابتدأت بتلخيصه لها، وميزت طرقه الثلاث في تناول التراث الأرسطي وموقع التلخيص منها، وأظهرت نشرات الكتاب ومخطوطاته وتساءلت عن مدى إجادة ابن رشد في التلخيص، ودرست كتابه “القول في الأقاويل الخطابية” ضمن ما وصل إلينا من جوامع كتاب الخطابة وحرصت الدكتورة هدى قزع على بيان صلته بالأصل اليوناني وتسجيل بعض الملامح التي تظهر إغراق الكتاب في الطابع المنطقي.

والفصل الثالث والأخير الذي جاء بعنوان: “كتاب الخطابة بين البلاغيين والنقاد العرب” حاولت فيه المؤلفة تتبع الاثر الارسطي عند البلاغيين العرب والتزمت التسلسل التاريخي وحرصت على الموازنة بين ما جاء في التراث النقدي والبلاغي من أفكار ونظيرها في الخطابة الارسطية.

وللجاحظ نصيب كبير في هذه الدراسة لأن الاراء التي قيلت في تأثره اتسمت بالتعميم وخالطها كما تقول المؤلفة بعض الزيف، وآثرت الماتبة تخصيص حيز لطرح إشكالية تأثره بخطابة أرسطو، وبينت صلته باليونان وبلاغتهم وكتبهم، ومدى معرفته بمنطق ارسطو تحديدا.

وعاينت المؤلفة أثر كتاب ارسطو عند إبراهيم بن محمد في رسالته “العذراء في البلاغة” التي احتوت على تحديدات نظرية نسبت إلى ارسطو، كما درست في هذا الفصل صلة أبي بكر الصولي بخطابة أرسطو وعلاقة قدامة بن جعفر في كتابه “نقد الشعر” بأرسطو ووازنت بينهما وأشارت ضمن هذه الموازنة إلى أسلوبه المنطقي.

وقارنت المؤلفة بين ابن وهب وارسطو فكتبت عن الفصل الذي افرده ابن وهب لشرح البيان ووجوهه الاربعة، كما عمدت إلى الموازنة بين أبي حيان التوحيدي وبين أرسطو وألمحت إلى احتمالية قراءة التوحيدي لنص الخطابة أو سماعه به من خلال التوسل بإشاراته التي أحالت غير مرة إلى أرسطو وكتبه وموقفه من المنطق.

وعرضت الباحثة أيضا في فصلها الأخير لكثير من الموازنات بين بلاغيين ونقاد عرب وبين كتاب أرسطو مثل ابن الاثير وعبد القاهر الجرجاني وابن عميرة وميثم البحراني وحازم القرطاجني، والسجلماسي.

مقالات ذات علاقة

ختام فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي

المشرف العام

محمد طمليه

المشرف العام

لـواحـق الشـوق محـن!

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق