شعر

مُضَافَاتٌ إلَيْه

1

مُضافاً إلى فكرةٍ أخرى:

“الوقوفُ على حوافِ الأشياء

وتزجيةُ الفراغِ بالضحك – مثلاً”

يشكِّلُ هذا العالمُ

معادلةَ التوازنِ المؤقت

التي أعيشُها الآن

– بسلامٍ تام –

في رأسي !

2

مُضافةً للكراسي الأربعة

في الخواءِ الباذِخ

وانفضاضِ المقهى البحري

مِن آخِرِ روّادِه

تشكِّلُ الطاولةُ الوحيدة

في آخِرِ الرصيفِ البارد

ليلَ الأصدقاءِ الحقيقي

الأكثرَ حميميةً وجمالاً

و.. “حداثة” !

مُضافاً إلى ما سبق:

كرسيٌّ يجلسُ في حديدِهِ

ورجلٌ في هيئةِ كرسيّ

يرشفانِ ما تبقّى في كأسيهِما

مِن هواءٍ آسِن

ويطفئانِ أعقابَ الوحشةِ

في منفضةِ الضجر

يتبادلانِ حديثاً مكرَّراً

عن أطفالٍ في حريرِ النوم

ونساءٍ يرقصنَ في دفءِ الملاءات

عن مدينةٍ بلا نوافِذ

وأصدقاءٍ أُصِيبُوا مبكراً

بالروماتيزم والغياب

عن آباءٍ يشحذونَ صباحاتهم

بفاتحةِ الكتاب

ومساءً يعلِفُونَ أدمِغتهم

بـ “تنباك” النميمةِ وقِصَارِ السِّوَر

وأمهاتٍ يترقَّبنَ وراءَ الأبوابِ

خشخشةَ المقابِض

ويلُذنَ في عواءِ الريح

بالتعاويذِ والأحراز

3

مُضافةً إلى “سمعة” الهواءِ النظيف

وقابليةِ محلولِ “كلوركس”

للتوظيفِ المَجَازي

تشكِّلُ سيرةُ العَرَق

الطافرِ بوقاحة من إبطِ السيدة (س)

قناعةً مُحتمَلة – نسبياً

بالاستمرارِ وقوفاً وسطَ الطابور

واستيعابِ نزعةِ الإذلال

التي يوزّعُها بسخاء

بائعُ الـ “همبِرغِر”

4

مُضافةً للإيقاعِ اليومي

لمارشِ الحرب

واحتِشادِ أحلامِهِ بالمُدرَّعاتِ والجنود

ومَشاهِدِ الشوارِعِ المُكتظَّة

بالأشلاءِ والغبار

تشكِّلُ النبرةُ العسكريّةُ

في صوتِ زوجتِهِ

دعوةً مُلِحّةً

        لاتِخاذِ

              وضعِ

                   الانبِطاح

وقطعِ المسافةِ زحفاً

من

الصالةِ

إلى

الشارعِ

العام !

..

مُضافاً إلى ما سبق:

النساءُ الهمبِرغِر

يحتشِدنَ في ركنِ المقهى

يعلُكنَ بأشداقٍ رَخوة

طراوةَ الهواء

وتسيلُ من أجسادِهِنَّ

رائحةُ شهوةٍ منسِيَّة

..

فاصِلٌ دِعائي لمعجون كولجيت

..

المذيعةُ الشقراء

تقضمُ تفاحةَ السهو

وترشُّ ملاحتَها على طبقِ الصباح

ابتسامتُها المُعطَّرة

وكشَعرِها القصير

وصفةٌ إيحائِية

لتخفيفِ حِدَّةِ التوتُّر

..

رجلٌ بلا عناوين

ولا أصدقاء

يفلسِفُ تضوّرَهُ

على محملِ الجوع

ويفكِّرُ الآنَ في الخروجِ من المقهى

واجتيازِ الشارعِ العام

..

خبرٌ عاجل:

رجلٌ دخلَ الشارعَ العام

ولم يعد !!

5

مُضافاً لهَوَسِهِ القديم

بخَلْخَلَةِ المشابِك

وَوَلَعِهِ الشبَقِيِّ بتكسيرِ الخواتِم

وفضِّ الأحجِبة

يشكِّلُ خوفُها “النظري”

من تورُّمِ قَدَمَيها في الحذاء

وسخطُها الموارِبُ على حالةِ الطقس

الانزياحَ الأكثرَ شفافيةً ومرونةً

في الدِلالَةِ على جدوى “التفكيك”

ووجوبِ التناص !

6

مُضافاً لطيشِهِ الخفيف

إزاءَ العاصِفة

ونُزوعِهِ الفِطريِّ

لِلتمرُّغِ في طراوةِ العشب

والتخبُّطِ في مصائدِ الشَِعرِ المنثور

يشكِّلُ حنينُها “المَوضَوي”

لِتقلِيعةِ الـ “بوي”

واعتِمادُها المُثبِّتاتِ الاصطناعية

لِتكريسِ وجودِهِ

المنحى الأكثرَ عدوانيةً

في حربِها الشامِلةِ ضدَّ الطبيعة

وحرِّيةِ الأصابِعِ في القول

والعاصِفةِ في الشَِعر !

7

مُضافاً إلى اهتزازِ صورتِهِ

– في عينِها –

وثباتِ صورِ الآخرينَ

في الأرشيفِ الديجيتال

يشكِّلُ حِسُّهُ العَمَلِيّ

بضرورةِ تأجيلِ صحوِ الكتابة

المعنى الأكثرَ دراميةً

في مشهدِ الضحكِ الأخير !

حيثُ اللغةُ عينُهُ في الصور

حيثُ يتمطَّى في الكسلِ اللذيذ

حيثُ يحتَجِزُها وتُفلِتُ

حيثُ يصحو

حيثُ يصفِّقُونَ

حيثُ يبكي ..

2004.01.16

مقالات ذات علاقة

قُورِيَنا الرَّحِيل

غادة البشتي

أ رأيت درنة

جلال عثمان

الكلمة

علي محمد رحومة

اترك تعليق