شعر

عُـشـبة إبـلـيـس

هي

أفيونة الروح

فتاة السهو الجّم

وبلل الغيمة في خدرها

منذ الأمكنة التي ساورتها الكؤوس

تبلل قامة صوتها

أثر السياط

وتسفح عزلة الخائف الغفل

فتاة الأسئلة المغلقة

التي تتسع غوايتها

لكرسي وحيد

ذلك المقلوب فوق المنضدة

المحشورة في الزاوية

المنضدة التي نبذتها

شهوة الخلاص

وثرثرة الأصدقاء اليباب

هي

الكأس

ملبّدة

بصبابة نديمات مُعطّرات

الخارجات من رماد النراجيل

إلى ليل الخيانات

ينهضن راعفات المَجامر

كما الليل

يُشيّد لجوءهن الأخير

فتيات

موغلات تحت سقوف

أحلامهن المعطلة

فائرات العطر

يتقاسمن رُمان الضحكة الحارة

وضوضاء الشرفات

هي

الكأس الوشم

غواية العابر القديم

وليّة بهجتي السوء

وصائدة ظبية الوقت

تلك التي تسلمني طفلا

لياسمينة في أول مواسم الزهو

وتأخذني من عُريها

كاهنا

للمفازات

يُسمّيها القلب الوعل

سيدة الأيائل

وتدعوها مشربيّة الضمير

بربة السوءات

لا كأس مع الفتاة

ولا فتاة مع الكأس

فكيف أباغت رتابة اللون

كالموت والميلاد

يباغت الإنسان

لن أعاقر دون دِمقْسِها

كأسي .

هون 19/11/2009

مقالات ذات علاقة

المدينة والمطر

السنوسي حبيب

أكون إعصاراً

المشرف العام

نـص نــجـــس

رأفت بالخير

اترك تعليق