المقالة

يـــومـــــيــات نائب

…. : النساء لا تكفي يا سيادة الرئيس!!!!!……

هكذا قال سعادة النائب بحسرة وهو يختم تعليقه على وفرة اللجان البرلمانية المقترحة وندرة النساء (النائبات) بالبرلمان (المؤتمر الوطني العام) لتكون بكل لجنة منها عضوات منهن !!! …. وغمغمة سادت القاعة وكثير من الشفاه الملبدة بالصمت همست وابتسمت ودب في بناتها نبس فيما عيون البعض تتلفت بحثا عن نسمات الكثافة النسوية بهذا المسرح الرجالي والجاد جدا ببطولة عددية وعادية جدا بمجتمعنا الذكوري !!! … بدا المشهد المعلق على شاشة الوطنية منتفخا بالهواء مباشرة ــ على عفويته وتلقائيته ــ أكثر أثارة وحماسة لنائبين بالصفوف المتأخرة من “الاوركسترا” السياسي تعلوهما فقاعة الاستغراق بين النوم واليقظة !!! ففي غفلة من سجال مفتوح بين رئيس البرلمان والنائب الذي يتولى تلاوة مقترحات اللجان حطت السانحة برأسي النائبين ليشرعا بأول محادثة استيضاح بيني حول موضوعة “الندرة النسوية وأفاق الوفرة!!!” مستندين الى فهم اولي لتطبيق اللغة البرلمانية بنسخة تجريبية لم تعتمد بعد !!!

فقال له صاحبه وهو يحاوره: حقا هن ناقصات!!. عفوا: أقصد لا يكفن.. بل أقصد عددهن قليل بالبرلمان ونحن النواب الرجال أكثر!!!

ابتلع زميله ريقه وضحكة تكركر بحنجرته وأسقط منديلاً على وجهه مدعياً العطس ثلاثاً، وصاحبه يشمت باشمئزاز !!!… ثم دس منديله المضرج بالهواء بجيبه ووضع كفه بكف جاره بكرسي الديمقراطية قائلا بصوت خافت:

– ألم يكن مجدياً لحل هذه المشكلة أن يتم منحنا كنواب رجال مع الحصانة البرلمانية حق التصويت بصوت واحد ومنح النائبات النساء حق التصويت بأربع أصوات!!!.

– ماذا تقول يا رجل فال الله ولا فالك !!! … والله لو سمعها سيادة المستشار عشية خطاب تسليم السلطة لنا لنصحنا بالزواج بأربعة وأعادنا جميعاً لبيت الطاعة قائلا لك أنت أولاً “ألزم بيتك”.

– يا رجل كنت أمزح فقط فو الله انه ليوم عظيم.

– أي يوم تقصد!؟

– يوم فوزي بالانتخابات يا سعادة النائب.

– ولماذا؟

– إنه اليوم الذي تحررت فيه من أربع رئيسات تركتهن بالبيت غير الديمقراطي بآخر البلاد هناك!!! وهناك كنت بصوت واحد وكان لهن أربع أصوات وأربع مكبرات!!! فدعني بريكسوس هذا حيث “القايلة” بلا نجوم واللجان في كل لسان!!!.

التفت زميله من حوله مفتشاً عنها بالحاح !!! كانت نقطة نظام قد طلبها أنفاً قد مرت على عجل التقطتها أحدهم بسطر الكراسي الأمامية وتم دقها بالمنصة الرئاسية تعزيزاً للنظام ومنعا لسقوطه!!! عاد النائب ليعتدل على كرسيه مشمرا عن ساعديه بين الأيادي المفتتنة بزميلاتها من السيدات “نقاط نظام” وعينه وفمه على أربعة منهن !!

مقالات ذات علاقة

جدليات فكرية فلسفية – ديالكتيكاياتي (100/40)

حسن أبوقباعة المجبري

“السياسة” تعبث بخارطة “الدراما” الرمضانية

المشرف العام

نسج العنكبوت: أنا هو الآخر

أحمد الفيتوري

اترك تعليق