من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
طيوب عربية

المنقذ

أكرم عبدالله طاهر – العراق

من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
أفقت من نومي وأحسست أن حرارة الغرفة وصلت الى حد لا يطاق، قفزت من على السرير وركضت مسرعا الى الباب..
فتحت الباب أبحث عن الهواء أو منفذ للهروب ولكني صدمت بألسنة النار وهي تمد الاذرع وكأنها تريد خطفي، أغلقت الباب بعنف ثم ركضت الى النافذة وأذا بي أرى النيران تحاصر البيت..
علمت أن غرفتي هي الوحيدة التي لم تطلها تلك النيران لكن الموت قادم لا محال وقريبا جدا سأصبح رمادا..
لم يبقى أمامي سوى الصراخ كالمجانين وصرت أركض من زاوية لزاوية لا أعرف كيف أتصرف..
فجأة سمعت صوت دوي أنفجار هز البيت كله،علمت أن أنبوبة الغاز أنفجرت في المطبخ جراء الحريق، ما العمل وأنا في مواجهة مع الموت؟
أخيرا سمعت صوت صفارات سيارات الاطفاء، فرحت كثيرا وحمدت الله أنهم وصلوا في اللحظة الاخيرة..
خمس دقائق من الانتظار وإذا باب غرفتي يتحطم، دخل أحدهم مرتديا ثوب رجل أطفاء حاملا في يده فأسا كبيرا وحبلا طويلا وقناعا للتنفس وعلى الفور ومن دون مقدمات وضع قناع التنفس على وجهي ثم حملني على كتفه وركض الى خارج الغرفة..
فوجئت أنه يركض بي الى سطح المنزل، ظننت أنه توهم في طريقه فضربته على ظهره وصرت أقول له..الباب ليس من هنا أنه خلفك..
لكنه لم يبالي لكلامي وواصل طريقه (أثرت الصمت) المهم أن أخرج من هذه الكارثة وأن ينقذني هذا الرجل الضخم بفضل الله ثم بفضله..
بعد أن وصلنا الى السطح أكتشفت أنه ليس هناك حريق في البيت، ربما الخوف من ذلك الحريق الهائل جعلني أتخيل أن ليس هناك حريق..
ركضت الى كل زوايا السطح أتفحص البيت من الاعلى (يا ألهي سأجن والله سأجن) ليس هناك أي حريق، البيت وما حول البيت هادئ جدا..
ألتفت الى رجل الاطفاء وأقتربت منه وسالته:
عفوا ممكن أن توضح لي ماذا يحدث ؟ ضحك الرجل ثم رفع القناع من على وجهه وقال: ألاتعلم ماذا يحدث؟
أجبته : بالطبع لا ..
أن الذي رأيته منذ قليل كانت لحظات سكرات الموت.. أي سكرات.. ومن أنت ؟
رد وهو يضحك :
_ أنا ملك الموت وقد جئت لأقبض روحك.

مقالات ذات علاقة

قدَّ من دبْرٍ

المشرف العام

حتى أنت يا ها الليل

إشبيليا الجبوري (العراق)

الكاتب العربي بين شروط النشر وحقوق الفكر

منى بن هيبة

اترك تعليق