من أعمال التشكيلي عائشة السنوسي (الصورة: فنانو فزان التشكيليون)
تراث

خدّ السّزي

أحمد دعوب

هذه الأغنية من اشهر أغاني الطبل المنتشرة بشكل خاص بالجنوب الليبي للشاعر / محمد بن الهادي بن محمد بن علي بن إقراف الزيداني من سكان قرية تمّسه من مواليد سنة 1815 .. جادت قريحته بها عندما فكر بخطبة ابنة عمه لكن والده رفض هذه الفكرة وعانده كثيرا برغم إصراره على حبيبته وتعلقه بها .. وأخيرا أضطر للتنازل عن الخطبة إرضاء لوالده وطاعة لأوامره.

من أعمال التشكيلي عائشة السنوسي (الصورة: فنانو فزان التشكيليون)
من أعمال التشكيلي عائشة السنوسي (الصورة: فنانو فزان التشكيليون)

وصف في أبيات هذه الأغنية خدّي حبيبته بالشرارة الّلامعة وبالكنز المدسوس في الدّيار .. وبالبرق الّلامع على القرارة الممتلئة بالماء الذي يعكس الضوء .. وبنار البارود الوقّاد عند الفجر .. وقد قرر جمع النقود ليحوزها لنفسه غير أنّه وجد أنّ أبيه ما يزال على عناده .. وفكّر أنّه لن يلومه إذا قدّمه للشرع .. وأخيرا طلب الله أن يهوّن عليه بلقاء حبيبته لأن عمره بدونها خسارة .. ويستعطف السّامعين للوقوف بجانبه والتدبير معه في حلّ يوصله إليها .. يقول الشّاعر:
خدّ السّزي كـــان قابل شراره
كنز في دياره 
يشكع كما بـــارقة في قراره

خدّ السّزي كـــان قابل شهير
ماله مثيل 
يا صابة القمـــح ولا الشعير
أملّي دياره 
صابة ثلاثين مـــيّة اغراره

خدّ السّزي كــان قابل شفقها 
كبدي حرقها 
هي زينة وين تــلبس حلقها 
يا عون من جاب مال وفرقها
تكمي أسراره
بارود في الفـجر يكدّي بناره

خدّ السّزي كـان قابل وريته
بغاني بغيته
نلمّد فلوس لنــفسي شريته
وأنا بوي للشرع راني دعيته
ضاق المراره 
ولا يلومني في صيود الحباره

خدّ السّزي كــان قابل عشية 
على الجاد ليّا 
على أم القطـاطي ثلاثين ميّه 
يا صاحب الـهون هوّن عليّا 
عمري خسارة 
أنا صفت يا ناس كيف الدّباره

خد السزي وين قابل ظهر
وتحلف قمر
واﻻ كما اوليد باشا ظهر
وإللي فارق البنت راهو انقهر
وعمره خساره
وانا رحت ياناس ويش الدباره

________________________________________________
* السّزي .. تعبير قد يكون من اللغة الطوارقية .. يكني به الشاعر بدلا عن التصريح باسم الحبيبة .

مقالات ذات علاقة

الأمثال الشعبية والمجتمع

المشرف العام

الريح ماجابت اتشيل

أسامة سويق الديب

زاد الـفاهـق

المشرف العام

اترك تعليق