من أعمال التشكيلي الليبي.. عبدالرزاق الرياني
المقالة

نعيش لنحكي

من أعمال التشكيلي الليبي.. عبدالرزاق الرياني
من أعمال التشكيلي الليبي.. عبدالرزاق الرياني

فى معرض إعدادى لورقة حول «تقاليد وعادات رمضان فى ليبيا» استجابة لدعوة مشاركة كريمة تشرفت بها فى الأيام الأولى من هذا الشهر ضمن جدولة نشاطات رمضانية من المجلس الأعلى للثقافة بعنوان «رمضان فى أفريقيا» يُديرها يوم الثلاثاء 29 مايو د. خالد أبوالليل، وفى فقرة ختامية عنونتها «رمضان اليوم»، هى نتاج سياحة قمت بها عبر شبكة الإنترنت، لسان حال الناس ساعات صيام وإفطار وسحور، هى عما يدور فيه، ولأطالع معانى وممارسات مستعادة، يجرى إحياؤها، والطريف أن النساء من أعمار مختلفة هى من تدون وتوثق ما له علاقة بهذا الشهر، تفاصيل لما عُرف على أنه معيش زمن مضى لكن بعضه يعود بقالب يحافظ فيه على أصوله الأولى، فالصفحات تتابع عبر متن حكايات شعبية ماجرى من أحداث فى البيوت القديمة مرتبطة بهذا الشهر الكريم.

وكنماذج مما تابعته وخص الشهر الكريم بحائطه ومدونته: حكايات أميمتى وصاحبتها تكتب متابعة بواقع حلقة كل يوم رمضاني، خُراف اللاى منى صفحة لها متابعات يشاركن بإضافات، رمضانيات، حكايات رمضانية، يوميات ليبية، وعلى الخير لمتكم ومزهرة قهوتكم، خراف زمان، حكاوى وحكايات عن شوارع وزناقى بلادى وهذه صفحة كُتابها من الجنسين، وغيرها من الصفحات المنشغلة بيوميات رمضان وغالبها السرد، وكأنها توازى ما يقدمه الإعلام من برامج ومسلسلات ومسابقات بقصد خلق أجواء من المتعة والإفادة والترفيه،، فأغلب تلك الصفحات تجعل من طرائق الحكى وبلهجة مبسطة تسرد فيها ما يجذب المئات من المتابعين، حتى وإن قُننت بعضها نوع مستقبليها بجعلها «مجموعة مغلقة».

ولانحيازى للحكاية الشعبية هذا الموروث الثقافى الذى يبدو أنه ما زال مثار جذب وإدهاش وتأثير فى حياتنا اليوم مايذكر بدور الحكواتي، وخيال الظل، والقراقوز، سيعيدنى ما تابعت لإشارة سجلتها بدراستى عن مواعيد للحكى والسرد الشعبى تملأ ليالى رمضان قبل خروج جهازى الراديو والتليفزيون، فعندما جالست راويات الحكايات الشعبية (الخراريف) من براك /جنوب ليبيا منذ سنوات، وكما حدثتنى الراويات فرواية الواحة هى «زينب بارينا» يلتقى عندها الصغار وأمهاتهم، مُلتحفين ضوء القمر. كما ودعتنى لاحقا صديقة انحازت لانشغالى بالحكى الشعبي، لأستمتع بحكايات ترويها والدة زوجها فى سهرة رمضانية، وفى كل تلك القعدات كنت أنتبه إلى وجوه من يشاركننى الاستماع من السيدات رفقة صغارهن، حينها يظهر الانسجام والدهشه المُرفقة بالاستمتاع، حتى وهن العارفات بالنهاية حيث انتصار الضعيف، وتحقق الفرح والأمل المرجو، وكنت أتساءل: هل نحن من أقصينا عادة الاستمتاع بالحكى الشعبي، وهمشنا عن سبق الإصرار والعمد كبيراتنا من العارفات والمُجيدات لهكذا فن مُوحد وجامع فى طقسه الأليف والحميم،أم أن لكل عصر طقس وشكل لحالة الاستماع للحكايات، كما الصفحات التى سُحت فيها، السرد عموما أو الحكى كما يقول بول ريكور هو الحياة، ونحن نعيش لنحكي، وسيظل الحكى لعبة وفن التعبير عن الوجود والحياة، نحن فى كل لحظة تمر نأتى ونحكى حكايتها، الآن معكم أحكى وأكتب عن وفى رمضان!.

مقالات ذات علاقة

الحرب الليبية الليبية المحتدمة …..من يطفئها ؟

إبراهيم حميدان

أوراق مبعثرة (1): دعوة للتسامح (بمناسبة الشهر الفضيل)

سعيد العريبي

إلى محمد حسن في يوم الوداع: “يسلّم عليك العڨل”

المشرف العام

اترك تعليق