من أعمال التشكيلي صلاح غيث.
المقالة

من خفيف الكلام .. الزمن والزمان

من أعمال التشكيلي صلاح غيث.
من أعمال التشكيلي صلاح غيث. الصورة: عن الفيسبوك.

يولد كل منا ويولد معه زمانه،والزمان غير العمر وهو مطلق، العمر نسبي ويمكن قياسه حتى معمليا لكن الزمان شيئ آخر،هو يرتدي طاقية الإخفاء وله ملايين الوجوه أنت لا تستطيع استقطاع جزء من الزمان طوله وعرضه ووزنه، كما لا يمكنك شرائه أو بيعه، هو لك أنت وحدك وليس لك عليه سلطان،لكن في العمر أنت تستطيع وأكثر،بل ويمكنك أن أن تجري عليه تعديلا كأن تجعله أجمل أو تجعله أشد قبحا،الزمان يرتدي طاقية الأختفاء يفعل بنا ما يريد دون أن نملك له ردا، نصرخ نحتج نبكي نرقص نتألم نضحك وعلى أي صورة نكون، نحاول خداعه أحيانا فنجري العمليات الجراحية لتجميل ما ترهل من أجسادنا أو ما فسد منها أو حتى تغييرها، مع ذلك معاركنا معه لا تنتهي،كلما دخل من ثغرة في حياتنا أو في أجسادنا بادرنا بسدها رغم صعوبة بعضها، نرفض الاستسلام رغم اختلاف الإمكانيات، صحيح أنه يحصدنا بالآلاف أو حتى بالملايين لكننا ننتصر عليه ونصنع الأمصال المضادة والأدوية والعقاقير ونقوم بالأبحاث المعملية،وبرغم كل السطوة التي يملكها فإننا يمكن أن نؤكد أن الانتصار النهائي كان لنا وسيكون لنا، أننا نؤمن بأن لكل غدٍ غدٌ آخر نحن نولد كل يوم ونزداد عددا كل يوم، أعمارنا لم تعد تنتهي في الأربعين أو الخمسين بل وصلت إلى الستين ثم السبعين ثم إلى الثمانين بل إن بعضنا تجاوز المئة، نحن عمرنا الأرض وسنعمر الفضاء وقريبا سنعمر المريخ ثم ما بعده، هكذا نحن وهكدا العمر، الزمن فقد معناه في حياتنا لأننا ماضون في صنع زمن آخر. نحن الانسان.

مقالات ذات علاقة

أين ليبيا التي عرفت؟ (23)

المشرف العام

العـقـل الغـلـبان

المشرف العام

شكرا ليالي طرابلس لكنكم نسيتم حجر الاساس حين تجاهلتم فوزية شلابي

زكريا العنقودي

اترك تعليق