حوارات

د.محمد الخازمي: أنت عَلَم ورائع ومؤثر، مع أنك لم تحمل سلاحا!!!

تحفل الثقافة الليبية والتاريخ الليبي بالكثير من الأعلام الذين كان لهم الإسهام الواضح والجلي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، وحتى العالمي. هذا الأسماء وإن كانت حاضرة في الذاكرة الشعبية، إلا أن بعضها لم يلاقي الحظ من التعريف به وإظهار إنجازاته، لما لهذا من تأثير في المجتمع، الأمر الذي يجعل من هؤلاء الأعلام منارات وقدوات يُهتدى بها.

الدكتور “محمد الخازمي” صدر له قبل أيام كتابه (تراجم وليدية)، في جزء أول، والذي يقدم فيه مجموعة من سير إعلام مدينة (بني وليد)، في محاولة للتعريف بهم وإظهار ما قدمه للمجتمع في محاولة لإنعاش ذاكرة المجتمع، فاستوقفناه لحوار قصير!!

الدكتور محمد الخازمي

الدكتور الخازمي:

من المفيد للثقافة الليبية أن نهتم بالمحليات، وأن نضيف للتاريخ الثقافي والاجتماعي بمعزل عن بؤس السياسة

هل تتفق معي إن المكتبة الليبية تعاني من نقص في الكتب الخاصة بالتراجم والإعلام؟
نعم، كتب التراجم والتعريف بالأعلام فيها نقص، وفن كتابة السيرة فن عظيم؛ لأنها التاريخ الاجتماعي الحقيقي المفقود. فكتابة التاريخ في بلد شهد صراعات، ويعاني من عصبيات قبلية وجهوية فيها صعوبات ومحاذير، ولهذا فتاريخ الشخصية الذي يكتب بالسيرة التي تلتقط المواقف، وتبرز تفاصيل صغيرة هنا وهناك تمثل كشفا آخر للواقع بطريقة ناعمة.

لهاذا السبب كان هذا الإصدار؟
هذا الإصدار يغطي فترة مفقودة؛ زمانا ومكانا، وربما تكون ميزته أنه يكتب عن أعلام معاصرين مؤثرين وغير مشهورين، وكان الرسالة التي يريد إيصالها هي: أنت علم ورائع ومؤثر مع أنك لم تحمل سلاحا، ولم تكن قائدا عسكريا او سياسيا بارعا، أنت مهم للوطن لأنك أديت واجبك في دائرتك الصغيرة، وبيئتك التي يحتاج العالم أن يعرفها. والأشياء المحلية أهم دائما من الأشياء العامة التي يشترك فيها الجميع ويعرفها كل الناس.

ولماذا مدينة بني وليد؟
مدينة بني وليد من مدن الوسط في ليبيا، ومن الغريب أن المنطقة الوسطى لا تشهد الاهتمام اللائق بها رغم ما لها من تأثير. ثم إن التراجم تتحدث عن أعلام جل تأثيرهم خارج بني وليد، وانتماؤهم إليها انتماء أصل ونسب وحسب. ومن المفيد للثقافة الليبية أن نهتم بالمحليات، وأن نضيف للتاريخ الثقافي والاجتماعي بمعزل عن بؤس السياسة .

كتاب تراجم وليدية
كتاب تراجم وليدية

ماذا يضيف هذا النوع من الكتب؟
هذا النوع من الكتب يجمع بين التأريخ والأدب، وأحاول بعث قيمة جديدة وهي الكتابة عن المعاصرين في حياتهم؛ فالحديث عن الشيخ “رمضان اشنيشح” مثلا؛ مؤسس مدرسة (عبد الرحمن بن عوف) القرآنية التي كانت مؤثرة جدا في فترة إلغاء التعليم الديني في ليبيا وإلى الآن مهم جدا، وأفخر أني أكتب عنه وهو ما زال حيا يرزق، وفاء وحبا وتكريما له.

هل تتفق مع من ينادي بضرورة إنشاء جسم للعمل على تاريخ وأعلام ليبيا؟
بالقطع يحتاج التاريخ الاجتماعي والبيئي الليبي إلى مزيد من الفهم والكتابة، يجب أن نتخلص من عقدة الجهوية السياسية واستبدالها بجهوية ثقافية تعطي للتنوع معنى، وتكمل فسيفساء التاريخ الوطني، والأهم أنها لبنة ثقافية، وتراث أدبي مهم للوطن.

في منشورك الذي تحتفي فيه بالكتاب، قلت: إنها سير مكتوبة بصيغة أدبية، ماذا تقصد بذلك؟
نعم، فالتاريخ في الشخصيات موضوع، لكن التوسع في الكتابة عن الشخصية عبر تحليل مواقفها، فيها بذرة من الرواية، أو من الفن القصصي، والمحافظة على لغة أدبية في السياق الشعبي يجعل التاريخ يتلون بصبغة الأدب، وربما يوافقني القارئ على ذلك او يخالفني عند قراءة الكتاب.

كلمة أخيرة.
ممنون للأستاذ رامز النويصري خاصة، وللأدباء والمثقفين الذين أشادوا بالعمل قبل قراءته، وواضح أن ذلك نابع من رسالة العنوان، ومن الأشياء التي أحببتها ان اول اتصال هاتفي للتهنئة بالكتاب بعد المنشور بدقائق جاءت من الأديب المؤرخ الثقافي د. عبد الله مليطان، ولا أنسي كلماته التي قال فيها: يا ليت جهويتنا تتحه هذا الاتجاه الحسن، وليت كل مناطق ومدن ليبيا تهتم بمفرداتها الثقافية، والعلمية، والتاريخية، قال أيضا: إنه – قبل القراءة- يعتبر هذا الإصدار أهم من قشر التفاح، وهو معذور بحكم نهمه التوثيقي والتأريخي.

مقالات ذات علاقة

الشاعرة نعمة الفيتوري: امرأة تحاول أن تعيش بسلام!!!

حنان كابو

الدكتور جمعة عتيقة: سيرة الشعر… وسيرة الألم

يونس شعبان الفنادي

الشاعرة كريمة الشماخي/ خاتم الخطوبة هو نهاية إبداع المرأة الليبية

المشرف العام

اترك تعليق