من أعمال التشكيلي محمد حجي.
المقالة

ﻫﺮﻃﻘﺎﺕ ﻟﻴﺒﻲ ﻣﻌﺰﻭﻝ (1): عن سرقة الأفكار

نشرت ذات يوم على صفحتي في الفيسبوك (الفيس بوك) سؤاﻻ وددت فيه مناكفة أهل الفقه حول ما هي عقوبة سرقة أو (سارق) اﻷفكار في الشرع الحنيف وكان السؤال بهذه الصيغة. أو حتى فتوى.. أريد رأياً علمياً أو فتوى.. ما عقوبة سارق اﻷفكار)؟ 

من أعمال التشكيلي محمد حجي.
مثقف
من أعمال التشكيلي محمد حجي.

فانهالت علي التعليقات من بعض الزملاء المتابعين وكان فحواها التالي :

(د. محمد امحمد الطوير.. السلام عليكم.. ان عرضكم للموضوع جيد، وكنا نظن إنكم تقصدون به السرقات الأدبية والفكرية موضوع الساعة بالجامعات الليبية وخارجها والتي لا تخلوا منها جامعة في العالم، واكتشف لها اجهزة خاصة بالتزوير تكون قادرة على المقامة بين البحوث وتحديد الكلمات والاسطر والصفحات المسروقة كما هو مبين بالأمثلة والأسماء في موضوع السرقات الأدبية.. نأمل حسب تخصصكم الكريم ان تفيد القرّاء في محاربة ظاهرة السرقات الفكرية والتي يكون المسؤول عنها المشرف على الدراسة قبل الطالب)

وكان ردي (عندما يسرق الانسان ولا يترك اي دليل يغرمه فهو هنا قد خرج من طائلة القانون… لكنه لن يخرج من عقوبة الله سبحانه وتعالى على السرقة… كذلك الافكار.. فهي عندما تسرق قد لا يوجد دليل مادي على اثبات السرقة فلا عقوبة دنيوية عليه… السؤال هو هل سيعاقب في الاخرة… اريد رأيا دينيا… السرقة هنا معنوية وليست مادية… فهل هناك عقوبة على هذا النوع من السرقات.. وانا لا اتكلم عن السرقات الادبية لأنها ليست سرقات افكار انما سرقات نصوص… من يقوم بتأليف كتاب انما هو اعتمد على افكار عدة بعضها نقلها كما هي دون الاعتماد على نص مكتوب… وبعضها دونها وفق الامانة العلمية.. فما شأن الافكار التي تنقل دون نص انما فكرة تصاغ من قبل سارقها دون الاشلرة الى منشأها..

 

وجاء تعليق أ. د. بهلول اليعقوبي فقال: (المحبة الخالصة لأنه لا يمكن لأحد أن يصل إلى أفكارك إلا مَن أحبك حتى صار انت).

وعقب بالقول: (طبعا هذا راي قد يبدو غير علمي ولكنه منطقي بالنسبة لي ولكن دعني احكي لك قصة لها علاقة بها الامر .
دخل مكتبي استاذ وافد وكان متخصصا في احد العلوم التطبيقية وقد أصيب بمرض نفسي (عرفنا ذلك لاحقا) وقال لي بان الامريكان أرسلوا من يتعقبه لسرقة افكاره وقد استأجروا شقة ملاصقة لشقته وينفذون الى ما يفكر عبر الحائط قلت له ضللهم بالتفكير في اشياء تافهة اشغل بها نفسك واشغلهم وانت في البيت وعندما تبتعد فكر في معاداتك كما تريد).

وعلقت بقولي: ( دكتورنا العزيز.. عندما يسرق الانسان ولا يترك اي دليل يغرمه فهو هنا قد خرج من طائلة القانون… لكنه لن يخرج من عقوبة الله سبحانه وتعالى على السرقة… كذلك الافكار.. فهي عندما تسرق قد لا يوجد دليل مادي على اثبات السرقة فلا عقوبة دنيوية عليه… السؤال هو هل سيعاقب).

 

في تصوري وتفكيري أن اﻷفكار عندما تمتزج ها ببعض فإنها تولّد فكرة أو أفكاراً جديدة ﻻ تملك من أي الفكرتين أساساً ولا علاقة مطلقاً..  ﻷنها تكون قد ولدت وصارت منفصلة عنها بذاتها… إنها كالمولود الذي يأتي نتيجة علاقة بين ذكر وأنثى (أياً كان شكل هذه العلاقة) فهو ﻻ يأتي بكل ما في طرف واحد منهما إنما يأخذ من صفات الاثنين.. فيكون كائناً جديداً له صفات الوالدين وليس بالضرورة أن يكون نسخة أحدهما إنه بهذا التمازج الذي تم ونتج عنه ذاته يملك من والسمات ما ﻻ يملكه كليهما… عندها فإننا نجزم بأن هناك حقيقة علمية واقعة على الأقل للآن وهي أن المولود يأخذ من صفات اﻷب واﻷم.. من كليهما… أما إذا خالف العلم ما يحدث اﻵن فإن معنى ذلك أننا سنغير الجنس البشري ولم تعد هناك اختلافات بين البشر.. بمعنى أننا سوف نتحكم في صفات المولود شكلاً ومحتوى.. وعندها يمكننا أن نحدد أن صفات اﻷب اﻷبيض ستظهر على المولود عندما يكون اﻻتصال الجنسي بينه وبين اﻷم السمراء… والعكس، أي أن اﻷم البيضاء ستلد أبنا أبيضا من زواجها بأسمر.. أو بين صيني وعربية.. وبين باكستاني وفلبينية.. وبين فيتنامي وسويدية.. وهكذا ستمتزج أجناس البشر ليولد جنس جديد يحدده العلم ويحقق اﻹنسانية المثالية دون اختلافات جنسية أو عرقية… فهل هذا ممكنا؟  إنه لو كان ذلك ممكنا ﻷمكننا أن نفصل الفكرة عن أختها الممتزجة والمولدة عن غيرها..

ألم أقل لكم إنها هرطقات.  لكن باستدراك… العلم بدأ الآن في غاية الخطورة فقد استحضر العلماء علم أسموه (الهندسة الوراثية) والذي يمكنه التحكم في شكل الجنين بدأ من حجمه إلى لون عينيه.. لكنه علم ﻻ يتحقق للعامة لأن تكاليف ذلك باهظة.. ومن يدري.. لعل ذلك يكون قريباً.

مقالات ذات علاقة

الضفدع الجميل

فاطمة غندور

ليبيون في العالم “دبل شفرة”

المشرف العام

الواقع الليبي وتداعياته على الأداء الأكاديمي

المشرف العام

اترك تعليق