من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي
شعر

عندما يكون للقصيدة جناحين ..

من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي
من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي

 

في البحيرة الراكدة

حيث العُشب ينمو

فوق المياه

والورود تزهر

على أطرافها

كانت البجعات تغفو

من الضجر

تمدد أجنحتها

وتطوي أعناقها

لتخبئ رؤوسها الصغيرة

وتنام ,

بينما شيئًا ما

كان ينساب مني

في قلبها ,

كلما طال وقوفي ,

شعرت بخفة أكثر

بروحي ,

وبأن للقصيدة الغارقة

في أعماقي جناحين ,

أنا أهذي مجدداً

لا شيء تحرك ,

لا شيء ..

اللوحة فوق الجدار

ثابتة ..

كل الأشياء تغفو

بنمط مضجر ,

البجعات

العشب ,

ماء البحيرة

وحتى الشمس الذهبية

كقرط غجرية

بدت ثابتة تماما

منذ ساعات .

لا شيء يحركها

ولو كان قدوم

المغيب .

لا شيء يجعل من

خصرها المشتعل

يهتز ,

لا شيء يجبرها

على الضحك بوجهي ,

حتى وجه أغسطس ..

الذي قالوا بأنه

مر منذ قليل

مرّ للمرة الأولى

دون أن أنتبه لمروره ,

كانت رياحه باردة

على غير عادة

أغسطس ,

لم يأتي بالكثير من

الحنين والشِعر ..

طيوره خلفتني كعش

مهجور ورائها ..

وسافرت بعيدًا نحو

شواطئ ,

لا تتوقف أمواجها

عن النحيب

واستقبال طوابير

من الجثث ,

شواطئ ,

أظنها لا تزال تذكرني

أو تنتظرني ,

أنا في الجهة الأخرى

الآن ,

طابورًا من المودعين

جثة بلا رأس

رأس بلا ذاكرة

لم تعد تلفح جبيني شمسه

صرت أتدثر بأجنحة

البجع الضجر ,

وأخبئ سُمرتي الفاضحة

تحتها ,

خشية أن يصير

للقصيدة ,

التي تغرق بأعماقي

جناحين .

مقالات ذات علاقة

عذرًا لقد نسيتُ العنوان

عبدالسلام سنان

ظلي يختـنق

منى الدوكالي

الخريف

سميرة البوزيدي

اترك تعليق