منشورات الطيوب

بلد الطيوب.. رحلة مستمرة

 

كان شهر فبراير الماضي (2017)، هو موعد توقف موقع بلد الطيوب، وهذا التوقف ناتج عن امتلاء المساحة المحجوزة له، عن آخرها، بعد أن قمت بترقية المساحة لمرتين، ووجدت نفسي أمام خيارين؛ إما أقوم بترقية الموقع إلى مساحة غير محدودة، أو أقوم بحذف بعض المواد، كالصور مثلاً، أو الموضوعات القديمة.

***

بدأ موقع بلد الطيوب، كملفين بموقع خربشات، للشاعر “رامز رمضان النويصري”، وكان تلبية مباشرة لطلب من الصديق، الشاعر الكويتي “محمد النبهان”، صاحب مجلة أفق. كان الملف الأول تحت اسم (الأدباء والكتاب الليبيين)، والثاني (ملف الأدباء الشباب). حتى تبلورت فكرة أن يكون ثمة موقع خاص بالأدب الليبي.

انطلق موقع بلد الطيوب في وقت لم يكن النت فيه منتشراً كما الآن، حتى في طرابلس كان الوصول غير متاح إلا من خلال الأماكن العامة، حيث الأجهزة والاتصال متوفر، فإيصاله للبيوت لم يكن ميسراً. ومما أذكره في تلك الفترة محاولتي إقناع الأصدقاء من الأدباء والكتاب الشباب وقتها، في بداية الألفية الثانية، من إصدار مجلة أدبية خاصة بالأدب الليبي، لكن الفكرة لم تلاقي القبول.

قلت تبلوت فكرة إنشاء موقع خاص بالأدب الليبي، فوضعت تصوراً مبدئي له، وكونت خريطة له، وقمت بتوزيع نموذج لجمع بيانات ومعلومات الأدباء والكتاب لنشرها من خلال الموقع. كنت إظن إن هذه الخطوة ستلاقي الترحاب، والاستجابة، لكني أصبت بخيبة أمل، إلا ما رحم ربي، من برود تفاعل الوسط الأدبي، فما كان مني إلا أن قمت بحمل هذا النموذج واقتناص الأدباء والكتاب لتعبئة النموذج ليكون قاعدة بيانات أولية للموقع. إضافة لتجميع النصوص.

انطلق موقع بلد الطيوب في 22 سبتمبر للعام 2001، من خلال قاعدة بيانات لمجموعة من الأدباء والكتاب الليبيين، إضافة لملفات خاصة بالشعر والقصة والنقد والمقالات. وأذكر أني حملت هذه المواد التي شغلت 5 أقراص مرنة، وسرت إلى صالة خاصة بالإنترنت بميدان القادسية، ونفقت حوالي ساعتان لتحميل هذه الأقراص المرنة الـ5، على استضافة مجانية تحت رابط (www.attieoob.4t.com)، قبل تحويله إلى استضافة مدفوعة على الرابط (www.tieob.com).

وانطلق الموقع، وبدأ الزوار يفدون إليه، وبالرغم من وصول معلومات عنه لأكثر الصحف والمجلات الليبية، لم يذكر خبر واحد عنه، حتى إن الزيارات كان أكثرها خارج ليبيا. حيث كنت أقوم على تجميع المواد المنشورة في الصحف والمجلات وإعادة نشرها في الموقع.

كنت أحاول أن أضيف للموقع ما أستطيع من تطوير وتحديث ما يمكنني، ولقلة الإمكانيات تعلمت من التقنيات والبرامج التي كنت أقوم من خلالها بإضافة الجديد وما يسهل العمل على الموقع، ويجعله أكثر جاذبية.

مجلة المقتطف، هي أحد المشاريع التي عمل عليها موقع بلد الطيوب، والتي كانت تصدر بشكل أسبوعي، ثم نصف شهري، ثم شهرياً، ثم فصلياً، حتى تاريخ توقفها عن الصدور.

منشورات الطيوب، هو يختص بالنشر الإلكتروني، من خلال نشر كتب إلكترونية للأدباء والكتاب الليبيين والعرب.

إضافة إلى النصوص الإلكترونية والكتاب الإلكتروني، وهي مشاريع تسعى لمواكبة تطورات وتحديثات الإنترنت وتطبيقاتها فيما يخص النصوص الإبداعية.

ومن المشاريع التي يفخر بها موقع بلد الطيوب، إنشائه لمجموعة من المواقع لمجموعة من الأدباء والكتاب الليبيين، فكانت البداية بموقع (مكابدات) للشاعر “الجيلاني طريبشان”، ثم موقع (شاعر الشباب)، للشاعر “علي صدقي عبدالقادر”، تلاه موقع (السندباد) للشاعر “علي الفزاني”، وآخرها موقع (الحطاب)، للشاعر “مفتاح العماري”.

خلال مسيرة موقع بلد الطيوب، تعرض الموقع للكثير من الأزمات، بسبب قلة الإمكانيات، التي كانت عائقاً خاصة الإمكانيات المادية، الأمر الذي حتم علي كمشرف ومالك لهذا الموقع القيام بجميع الأعمال، ولعل هذا ما جعل الموقع مرتبطاً بي بشكل مباشر وتام، بما أمنحه له من وقت وجهد بشكل مباشر حتى تاريخ كتابتي هذه السطور.

وهنا من الواجب علي شكر زوجتي التي وقفت معي، وساندتني في هذا العمل، والتي كانت احد أهم أسباب استمرار موقع بلد الطيوب، فعندما قررت التوقف عن العمل في الموقع وإعلان إغلاقه، وقفت دون هذا القرار وجاهدت حتى تثنيني:

– شوف، هذا الموقع ما يعنيكش انت، هذا الموقع يعني ليبيا وكتاب ليبيا. ما تسلمش في الموقع واستمر، وأنا معاك.

***

كنت قد فكرت حقيقة في حذف بعض المواد، وكون الموقع يهتم بالأدب الليبي، فكان أن جنح بي التفكير لإيقاف طيوب عربية، وهي ركن يختص بنشر الإبداع العربي. وبالتالي سأخسر هذا الركن، وما يحتويه من نصوص ومواضيع.

وحقيقة لم أفكر في الحل الأول، وهو ترقية حساب الموقع أو المساحة، لسببين: أولهما إنه في حال تمت زيادة المساحة فقط؛ فإنها ستمتلئ، ثانيهما، في حال اختياري لمساحة مفتوحة، أو غير محددة، سيكون صعباً علي؛ كون وضعي المادي، مع شح السيولة يجعلني غير قادر على الإيفاء بع، وبالتالي استبعاد هذا الحل، حتى ساق المولى جل وعلى السيد “غسان الفرجاني” في لقاء هو الأول لي معه، وفي معرض حديثه عن الموقع، عرض التكفل بدفع تكاليف ترقية الموقع، وحجز مساحة غير محدودة للموقع، ودفع اشتراك سنة كاملة، أي حتى فبراير 2018. الأمر الذي ضمن وجود مساحة يمكن للموقع أن يتحك فيها بحرية، خاصة وإن الوقع يحوي حوالي 6000 موضوعاً منشوراً، كقاعدة بيانات تمثل في 92% الأدب والليبي والثقافة الليبية.

وهنا أجدد شكري للسيد “غسان الفرجاني”، ولهذا الدعم الذي قدمه لموقع بلد الطيوب، وساهم في استمراره وتقديمه رسالته التي أنشا من أجلها، وهي نشر الإبداع والثقافة الليبية. والخطوة التي نعمل عليها ونجتهد، هي إعادة تصميم الموقع، وتجديده.

 

مقالات ذات علاقة

عن منشورات الطيوب.. صدور ترجمات أدبية

المشرف العام

فتنة الوراق في طبعة مشتركة

المشرف العام

شعرية النظر في إصدار إلكتروني

المشرف العام

6 تعليقات

إبراهيم بن سعد 5 أبريل, 2017 at 06:53

شكراً للجهد الكبير الذي تقدمونه لخدمة الأدب الليبي.
والشكر موصول للسيد غسان الفرجاني، وهو شيء لا يستغرب من عائلة قدمت للثقافة الليبية الكثير من خلال دار الفرجاني.

رد
المشرف العام 5 أبريل, 2017 at 10:38

نشكر تفاعلكم ودعمكم.

رد
سالم بن هامل 5 أبريل, 2017 at 10:00

موقع وطن الطيوب مؤسسة تحتاج لدعم الجهات المعنية. فهو يقدم خدمة جليلة للثقافة الليبية.

رد
المشرف العام 5 أبريل, 2017 at 10:38

نشكر تفاعلكم ودعمكم.

رد
سعاد الجالي 5 أبريل, 2017 at 10:01

شكراً لبلد الطيوب هذا الإصرار على الستمرار برغم كل شيء والواقع الليبي الذي لا يهتم بالثقافة.
والشكر للأستاذ غسان الفرجاني دعمه.

رد
المشرف العام 5 أبريل, 2017 at 10:37

نشكر تفاعلكم ودعمكم.

رد

اترك تعليق