المقالة

انتظروا الزحف المليوني نحو القدس

طالت عذابات الفلسطينيين وامتدت مآسيهم أكثر من ستين سنة ، حاربوا طويلا ، وسالموا أطول ، قتل منهم بعدد حبات تراب فلسطين ، تشردوا في قارات العالم وتوزعوا على خيام ومنافٍ كثيرة ، وانتظروا المعجزات والبشارات فلم تأتِ .

خدعهم بشعاراتهم الرنانة وأحلامهم الموكوسة الثوريون من القوميين واليساريين والبعثيين والناصريين والقذافيين ، ولو أخذوا بنصيحة الرئيس التونسي (الرجعي) الحبيب أبو رقيبة لكان خيرا لهم ، لكنهم آثروا الانسياق وراء الثوريين .

الآن كل يوم يمر عليهم يبتعد عن أجفانهم حلم العودة إلى أرضهم المغتصبة، وبات من المستحيل التفكير في إمكانية استرداد أرضهم بعمل عسكري، أو التفكير في إمكانية وصولهم إلى حل مرضٍ مع سراق أرضهم .

أظن ـ إن لم أكن ساذجا ـ أن الفرصة الآن تبدو سانحة للعرب أكثر من أي وقت مضى لاسترداد الأراضي المسروقة منهم ، فالمارد العربي في عدد من البلدان العربية كسر قضبان سجنه وقتل سجانيه واخترق حاجز الصمت ، وبدأ يتحسس ذاته ، ويشعر بأنه واثق من قدراته على زحزحة قارات العالم عن مواضعها .

ماذا لو سار على الأقدام مليون من فلسطيني 1948م ومثلهم من قطاع غزة ، ومليون من مصر ومليون من الأردن ومليون من سوريا ومثله من لبنان ، وتوجهوا حاملين أغصان الزيتون نحو القدس ، وقاموا بتشكيل حكومة مؤقتة مشتركة من العرب واليهود معا ، تتولى إصدار قانون انتخابات ينظم عملية تداول السلطات الثلاث ، وتشكيل لجنة تعد لمشروع دستور علماني جديد للدولة الجديدة، ويكفل المساواة والعدالة لجميع مواطني الدولة .

لن يتمكن المحتلون من صد الجموع الزاحفة عليهم ، كم سيقتلون من الملايين البشرية الزاحفة؟ ألفا؟ عشرات ألاف؟ مئات الآلاف؟.

حتما سيقتنعون أنهم يحرثون البحر ، لذلك سيفرون ويولون أدبارهم أو يستسلمون.

لو تحقق هذه الحلم الساذج وفعلها العرب فإن الأرض ستغير قشرتها ، وستصفد الشياطين الذين ظلوا يسيطرون عليها ، وسيتراجع الشر عن أجزاء كبيرة منها.

ستزهر حتما أشجار اللوز في الجولان ، وسيكبر ليمون يافا ، وسيرتدي جبل الشيخ حلته البيضاء، وسيصلي الأنبياء موسى وعيسى ومحمد عند حائط المبكى وفي كنيسة القيامة وفي باحات المسجد الأقصى.

مقالات ذات علاقة

العبار العراب

عبدالله الزائدي

ليبيا وأدب الديستوبيا

سالم العوكلي

الصلف

نجيب الحصادي

اترك تعليق