من أعمال التشكيلي الليبي القدافي الفاخري
قصة

مجرد كابوس جميل

Elgeddafi_Alfakhri_04

الغولة لا تظهر امامك الا اذا كانت في داخلك لا يمكنها ان تخدعك الا اذا كنت قد سلمتها عقلك. هكذا يقولون!

كنت اركض في حلمي نحو طيف يتوسط الافق لفتاة رسمتها في كراس وانا صغير، استعرت لها ملامح بنت الجيران الشهية والبستها بعض من قلائد امي ،وحين اكتمل الملاك تسللت خلسة و لبست البدن.
بدأت تغني لي بصوت عذب ؛”يا ذاك الغافل” *
تعزف موسيقاها كل مساء حتى السكر. وفي تلك الليلة تسللت الى حلمي وابتسمت لي بأغواء، كانت حافية وتشد اطراف ثوبها الفضفاض الى اعلى قليلا لتكشف عن ساق من مرمر. احيانا تترك ثوبها يلامس الارض وبين الكشف والإخفاء يستعر ظمئي.
يراقص الثوب العشب ويجرني معه، يحملني كبساط الريح نحو جزر غير مأهولة فأملائها عربدة واودعها كل شيطنتي. مشيت الليل كله العمر كله والاغنية ترافقني و تتسلل الي من بعيد ” ياذاك الغافل ، بالي بينا وخاف علينا”

لا اذكر اني انحدرت في سلالم او ارتميت من اعلى غير اني بت الآن في قاع الجب.
الان اختفى السلم واختفت الفتنة اختفى الجسد الشهي وبت في اسفل الجب ملتصقا بطيف انثى وظهري الى جدار البئر، لا اكاد اتنفس الا زفيرها ولا استنشق انفاسي الا اذا تخلل شعرها الأشعث الاشبه بمكنسة بالية.
اسنانها الصدئة وفمها العفن رائحتها الحامضية تدفعني للركض نحو الأعلى نحو الفوهة البعيدة التي باتت اشبه بخرم ابرة.
كانت الاغنية العذبة تبتعد اكثر فصاغ الطيف على نفس الايقاع :
عليك بمغازلتي. غازلني
ثم شرعت تتغنى بكلمات اشبه بأغنية مترجمة:
” عانقني كي يستقيم امرك ويطول عمرك
كي اكف عنك كي اعفو عنك
كي يسقط المطر ليمتلئ البئر من كبد الارض فتطفو كخنفساء بائسة”
استرقت النظر الى فوهة الجب في الاعلى
كانت بعيدة صغيرة
استجمعت قواي لأصرخ لعل في الاعلى قافلة ودلو، صرخت:
ايها المسافر في الاعلى عرج نحو البئر القديمة
فالغولة في الاسفل تتغدى على جسدي
ارم بدلوك وانتشلني!
في الصباح:
كان بقربي اقلامي المكسرة ودفتري القديم المليء بخربشات عاشق
ورسمات قديمة لفتاة بأجنحة الملائكة وتكوين الحوريات. كان مجرد كابوس جميل!

طرابلس 31 اغسطس 2015

_____________________________
*ياذاك الغافل: اغنية مغربية لغيثة بنعبدالسلام

مقالات ذات علاقة

سيتي ستارز 1

محمد المغبوب

اصحاب كريم

محمد النعاس

ساعدني يا قانون على فعل الخطأ

رزق فرج رزق

تعليق واحد

جلال عثمان 16 سبتمبر, 2015 at 04:49

سرد أنيق، خال من التكلف، غني بالخيال المنطقي

رد

اترك تعليق