شعر

كان ياما كان

وكانَ يا ما كانَ في مدينتي
عيدٌ يجيءُ كُلَّ عامْ
يمرحُ في قلوبنا
ثلاثةً
أربعةً
أو عشرةً أيّامْ
يحملُ في يديْهِ قُفَّةً من الألعابْ
أعرفُ لُعْبتي تُضيءُ فوقَ البابْ
وقلبَ أُمّي، ضاحكاً وهّابْ
يستقبلُ الجاراتِ والخالاتْ
ووجهَ والدي، منتشياً
بزحمةِ الهالاتْ…..
“فرملةُ” الأعمامِ “خُرْجُها” أعنابْ
طاقيةٌ تميلُ، “بُسْكُلٌ” يليقُ بالجَنابْ
وأنجمٌ تحطُّ فوقنا أسرابْ
والعودُ والبخورُ دائرٌ بنا
يُبعدُ عنَّا العَيْنَ والحَسَدْ
وجَدّتي اللهُ أَحَدْ…
يرقصُ في عُيونِها الأولادُ والبناتْ!
على شفاهِها نرى بسملةَ الحَياةْ
يعبقُ في ردائِها قَرَنْفُلُ التَّرحابْ
ورشّةٌ من زَهَرِ الروحِ،
وماءُ الوردِ في الأكوابْ
وسُفْرةٌ مملوءةٌ بالحَلْوِيَاتْ
من كُلِّ ما لَذَّ وطابْ
في بيتنا
يجتمعُ الأهلونَ والأحبابْ
وفرحةٌ في الشارعِ البَهِيِّ بالأصحابْ
وقهوةٌ بالحَبَّهانِ نشوةُ الرُّضابْ
وسُكَّرٌ قد حارَ في مقامِنا
أينَ يطيبُ يا تُرى
رحيقُهُ المُذابْ؟!
…………………
وكانَ يا ما كانَ يا بُنَيَّ في الكِتَابْ
حكايةٌ للعيدِ لا تُقال كالأنباءْ
أشبهُ ما تكونُ بانْفتاحِ بابِ جَنّةِ السَّماءْ
أشبهُ ما تكونُ بالوفاءْ
لأبهجِ الأشياءْ
مدينتي التي
تحتضنُ الجميعَ في سلامْ
في كُلِّ لحظةٍ في العامْ..
—————————-

طرابلس، 15 يوليو 2015

مقالات ذات علاقة

الرفق بالحيوان

خالد مرغم

حاذري أن تبوحي

علي الجمل

لا تغلق الباب

المشرف العام

اترك تعليق