المقالة

الهوية الوطنية

الهوية الوطنية تعني أن تتأهل ليبيا إلى كأس العالم و تلعب مبارياتها بالبدلة العربية و الفرملة و البلغة ، و النتيجة ستكون تلقي اهدافًا اكثر مما لو لعبنا بالملابس القياسية للعبة…

إذا قرأت مقالة عن الهوية الوطنية أشعر أننا شعب من نوع خاص لا يشبه شعوب العالم ، أعني أن افراد الشعب الليبي يملكون ثلاث ارجل و عين واحدة و قرنين و ذيلاً طويلًا ، و أي فرصة لتشابه هيئتنا مع بقية شعوب العالم تعني دخولنا في ازمة هوية وطنية ، و يعني أن يهبط الانسان الليبي في مطار ” هيثرو ” و يمشي في صالة الركاب على رأسه و يهز ذيله في تحية سكان لندن ، لكي يعرف العالم أن المواطن الليبي مواطن قرد حافظ على اصله و تميز عن جميع مواطني العالم و لا يعاني ازمة هوية وطنية…

ثم شعب مثل شعبنا امتلك ارضه منذ نصف قرن فقط ، أين يمكن أن نبحث عن هويته الوطنية ؟ و هل يعاني المواطن الامريكي – الذي وصل إلى القمر – من ازمة هوية وطنية لأنه مازال يتكلم بلغة مستعمره البريطاني؟

أنا اعتقد أن الهويات وهم و فكرة فئوية تنطبق على الانواع ، و الشعوب ليست انواعًا إنها جنس واحد ، و مهما اختلفت جيناتها و افكارها و اشكالها و طباعها و سلوكها و عاداتها و معتقداتها و مواهبها ، فإن هذا الاختلاف ليس اساس لأنه تابع لظرف تاريخي و مستعد طبيعيًا لأن يتغير تحت ظرف تاريخي جديد ، أي اختلاف لا يصعد إلى مستوى النوع بل يظل اختلافًا ادنى من التمايز النوعي ، و يظل في مستوى عمومية الجنس الواحد ، فمثلا العين السوداء لها نفس خصائص العين الخضراء لأن العينان من جنس واحد و اختلاف لونهما لا يشكل هويتهما الخاصة و لا يشكل ادني اهمية بالنسبة لعلم التشريح إلا إذا كان طبيب التشريح طفلًا مغرمًا بالالوان ، مثل محرري مقالات الهوية الوطنية…

مقالات ذات علاقة

عن علاقة المثقف بالسلطة

المشرف العام

مدينة ومدن

جمعة بوكليب

المضاء الشعري.. وأسر القضية

مهدي التمامي

اترك تعليق