قراءات

تحت ظل النبض … شعراء الذائقة العربية

قراءة وتقديم / عبد الحميد المغربي

انطولوجيا الفينيق للأدب العربي المعاصر
الجزء الأول :

 انطولوجيا الفينيق للأدب العربي المعاصر

انطولوجيا الفينيق للأدب العربي المعاصر – تحت ظل النبض .. هكذا صدر كتاب يضم قصائد لشعراء وشاعرات نصوصاً لكُتاب القصة يحملون أوسمة الأكاديمية للإبداع الأدبي..
بجهد رائع من الأديب الأردني الأستاذ ( زياد السعودي ) والذي أصدرته دار نشر العنقاء
ووزعته على كافة المنظمات الدولية العالمية التى تُعنى بالشأن الأدبي.
هذا الإصدار الذي يقع في (254 ) صفحة من القطع الكبير.
ولقد سرني أن يشارك شعراء ليبيون مرموقون مثل ( د. عزة رجب )والشاعر القاص الروائي والصحفي ( حسن أبوقباعة المجبرى) ..
والحقيقة أقول : أنني جد سعيد بهذه النخبة المُختارة من أقطار الوطن العربي وهم كُثر ولا تسمح قراءة كهذا بذكر أسمائهم جميعاً ولكن لا يمنع من ذكر بعضاً منهم خاصة الشعراء الذين تميزوا بعطائهم الشعري الراقي . وعلى القارئ أن يأخذ في اعتباره أنني سأفرز بعضاً من المقاطع الشعرية التي اشتملت على جُمل وكلمات يبدو أنها منتقاء بعناية فائقة وهى في ذات الوقت دالة على مقدرة كل شاعر فنياً ولفضياً، كما أنني لا أمارس دوري كباحث أو دارس لهذه القصائد التي منحتني هويات أصحابها ومدى مقدرة كل على حده إذ قرأت مرات ومرات قصائد كل منهم مع اختلاف مدارسهم وتباين ثقافاتهم وكذلك درجات إبداعهم. وكم كانت سعادتي لا توصف .. وأنا أقرأ هذا العطاء المتجانس من الشعر الذي جعلني أتفاءل وأراهن على مستقبل القصيدة العربية..ولنبدأ بالشاعرة التونسية ( نفيسة التريكى ) والتي تقول في قصيدتها ( شطرنج الذات ) :
أكاشف نفسي أسكن بها كالصديق
بدأت أفاتح عقلي بشأن مروقي ، فأشعله من بريقي
بدأت أطالع نجمي، أصارع حلمي، أودعه كغريق.
**********
ومن قصيدتها : (سر في ضمير الكون ) تقول :
لايُدرك أحد كيف انتشينا
في ضياء الثواني وربوع المعاني
ولا كيف مضت ساعتنا وامتطينا الأماني
ولا كم ضحكنا ولا كم بكينا
لنهدى بسماتنا لتعب المنهكين
نطقنا صمتنا
علقنا عشقنا
***************
ومن قصيدتها (انزياح في لحضه مفردة ) تقول :
نخلتها قلم طين
مصباحها ورقة حلفاء، مُطلة على ظلال الأنين
حروفها جبهة ثابتة في الجنون
***********
هي شاعرة الألم والضنك والمعاناة.
***************
أما الشاعر الأردني ( سلطان الزيادنة ) والذي يقول في قصيدته ( رحيل رجل يشبهني ) :
أنا المسكون بالرؤيا تراودني نهاياتي
أحاور أفق باصرتى وأدرى عُمق مأسا
وليس لي سوى وجعي يُعنونُ لي حكاياتي
*************
ومن قصيدته (سفر في تفاصيل الجرح ) يقول :
هذى بلادي قد بيعت ضفائرها غصباً لكل غريب رام أوطانا
لاهون في ترف ماضون في صلف فإن دعا العرضُ حطتنا نوايانا
ومن قصيدته ( سراج أضاع فتيله ) يقول :
أرعبني السواد
فقمت بارداً
كأخر الرماد
محوت طيني
من كتابات جبينى
هذا الشاعر يعبر عن وجع أمته ومأساة عروبته
*****************
ولننتقل إلى الشاعر الفلسطيني (عدنان حماد ) الذي يقول في قصيدته (نزيف فوضوي ):-
الفعل يطلب فاعلاً زهد النجاة
لا تبن للمجهول أشياء الصلاة
مر كدمع نسائنا هذا النزيف الفوضوي.
**********
ومن قصيدته (فصل الطلاسم والرؤى )
ألق القصيدة كي تنام دماؤنا في بحرها
أو فالقها حتى تموت دماؤنا ، أوهامنا
حتى تعيد قبائل الهكسوس هيبتها وينتحر الحمام.
هذا الشاعر فلسطيني القضية ، فلسطيني النكبة وعندكم البقية…
****************
أما الشاعرة المصرية (عبير محمد ) فتقول فلي قصيدة لها بعنوان (يغفو ليحلم ):
أحكى له عن سر قلبي
فيهديني لجوناً بنكهة العشق
ومذاق الكرز والشهد
أراني أميرة بين ذراعيك
تحتضنني بدفء
تراقصنى حتى الصباح
*************
ومن قصيدتها (اختزال ) تقول :
كلما افتقدتك أمتطى صهوة أشواقي
تخطفني رياح الحنين فأجدنا هناك .. في محرابي اللازوردي
*******
ومن قصيدتها ( ماذا لو ؟ )
ماذا لو التقيك بحُلمى ذات غفوة
لأراك نبضاً خافقاً ذات صحوة ؟
***********
ومن قصيدتها ( ترتيله ) تقول :
الغياب مزق وشاح صبرها
جاء … ورتل قصيدة
تختال عشقاً في سحرها
****************
ونقرأ للشاعر العراقي ( عباس بانى المالكي ) قوله في قصيدته (المساء الأخير من الفردوس )
يأتي المساء كغيبة الحلم عن الذاكرة
يأتي البحر كالعطش المر في بطن الحوت
وتأتين أنت ولاشيء بعدك يأتي
****************
في قصيدته (مأتم الأزرار ) يقول :
تحولت أمي إلى إبرة
تحيط كل زر تجده أمامها
ومنذُ تاريخها
لم نستطع أن ننزع قمصاننا
لكثرة أزرارها
والإبرة لازالت تخيط حتى ذاكرتنا
وأبى مازال مفقوداً في أزرار أمي
*****
الشاعر يظهر بعلو كعبه وسمو قامته الشعرية في هذه الموسوعة النخبة
********************
ومن الأردن كذلك نلتقي الشاعر (محمد خالد صافى ) ومن أشعاره نقرأ له من قصيدة بعنوان (اختناق الدهشة )
وحدك كنت تبهرين نافذتي
والآن لا دهشة في المدار
فقط قلبي المتعب وخيباتى والانكسار
أناجيك … ارتبك
ويبكيني ويبكيك
ليل بلا أقمار
************
ومن قصيدته (كثبان حلمي ) نقرأ له :
أشعر بالعذاب الناعم
وبالنعيم المعذب
لصدرك سدره … لاتنتهى
سأضل فيها المعنى …وضده ؟
*********************
ومازلنا فى الأردن مع الشاعرة الدكتورة (سمر مطير البستنجى ) لنقرأ مقطع من قصيدتها (ماضرك …لو !!)
ماضرك لو …!
قرعت أجراس إحساسي
واذقتنى نشوى الكبرياء
وأعلنت في ميادين الغرام عشقى
ماضرك لو أشعلنا المدى رقصاً في سماء لهفتنا
واقترفنا قبلة مؤجلة أعياها التحايل مع الكبرياء
*************************
ومن السعودية الشاعر (محمد البكرى ) لنقرأ مقطع من قصيدته (عام جديد )
يتغير جلد السماء
تعيد الأرقام حساباتها
تترهل ثياب الجبال
تبقى الدموع كما هي … تزداد نضجاً فقط
دقات القلب تزداد صراحة
***************
ومن قصيدته (في بلاد الغرباء ) أخترنا قوله :
يكذبون على أنفسهم … كي لا يكذبوا عليك
ويصدقون معك … كي ينتقل عبر القارات
ينقذونك من الغرق في بحور القذارة البشرية
**********************

ليأتي دور الشاعرة الليبية (د. عزة رجب ) التي تقول في قصيدتها ( حجر الزاوية ) :
يغتسلون بدموعنا ! ثم يشجبون الإرهاب
ويتحدثون عن الطهر عن الوفاء للوطن وعن طقوس الحج
متوجهين للقبلة عند حجر الزاوية
******************
ومن قصيدتها (كان هنا ) نقرأ :
جلس القرفصاء يتابع قرف العرب
وسياسة تضييع العمر بإتباع التقشف البطيء
حيث سلة ملياراتنا ممدودة
تنغدق ، بخير كثير!
تمتلئ بمنح الحلال
وتطبيع علاقات الارتجال والامتهان
***************************
ومن السعودية نلتقي الشاعر (زايد فرحان) الذي يقول في قصيدة له بعنوان (ذو مطر ):-

يتناول فنجان القهوة
لازال يفكر في قوة تجعله الإنسان الإنسان
السادة قهوته دوماً
تلك القهوة لا سكرفيها
لا ماء يرويها
ذو مطر ذو سخط
ذو أرق يتساقط رمياً
يتساقط في لحن لبيان

يتذكر حُباً
يتذكر عشقاً
يتذكر رقصات بحنان
****************
ونحط في الكويت ليستقبلنا شاعرها ( تسنيم الحبيب ) لنقرأ له من قصيدته (أمالي ليلة الرحيل )
ترصد الرؤوس الـ شابت قبل الأوان
تعصر روحك شهداً
لتجتث من فمها صابة الوجع
تخبزه الآه
لجوع الوقت المرتقب
وتراً موتوراً
تحملها لأرض الرحيل
تغسلها بماء الفراق
******************
ومن بين نخبة كُتاب القصة نجد المتميز الليبي (حسن أبوقباعة المجبرى ) ونصه ( المسؤولية ) الحائز كذلك لاحقاً على الترتيب الأول من موقع جامعة ذي قار الالكتروني
هاتفوه بإندلاع الحريق، فلم يكترث.
طرقوا بابه بقوة محذرين، فكذبهم.
جلبوا له صورة الحريق، فدلق كوب الماء على الصورة وأكمل نومه.

************
وومضته القصصية المعنونة بـ( كتيبة المُخبرين ) والتي هي أول ومضة قصصية ليبيية بتاريخ 1/9/2011
حسب توثيقات النقاد العرب
سقطت أسوار كتيبة الطُغاة،فمارس المُخبرون نشاطهم دون الأسوار.
************************
ومن ليبيا نرتحل إلى لبنان لنلتقي نصوصاً للشاعرة (عبيدة إبراهيم رمضان ) لنقرأ من قصيدتها ( حلم)
كم أشتاقك
تصفق العصافير بأجنحتها مُعلنة قدوم الفرح
تلبس الأشجار أجمل حُليها
ترقص الأرصفة لعودة اللقاء
لكن اليقظة تغتال الحُلم
*************
ونمر على قصيدتها (نداء ) :-
ليت الزمان يعود
لنروى عطش القلوب
أناديك ليتك تسمع النداء وتؤوبُ.
يتبع…

مقالات ذات علاقة

القاص سعيد خيرالله وفتات من خراب الذاكرة

حسين نصيب المالكي

التليسي الشاعر

ناصر سالم المقرحي

بين الصَّادقِ النَّيهوم وأشواقِ الآلِهَة

المشرف العام

اترك تعليق