مكتبة
المقالة

هرطقات ليبي معزول (4): الحاسوب في المكتبات المدرسية

مكتبة بيت سبها الثقافي
مكتبة بيت سبها الثقافي
عن المصدر

 

حيث إن فلسفة التغيير في التعليم لا تحدث لوحدها إنما هي نتيجة حتمية لعوامل مختلفة متصلة بالحاجة والتحسين والأخذ بالأسباب التي لا تنجح الا بمساهمة كل من: الإدارة التعليمية والمنهج التعليمي والمدرس النموذجي والاخصائي الاجتماعي ومدرس المكتبة المدرسية ، هؤلاء جميعا يمكننا بهم أن نتنبأ بالمرحلة القادمة المأمولة للتطوير، ولا فانه لن يتأتى لنا ان نطور الأسس التعليمية إلا من خلال الاستفادة من جميع الأفكار والمعطيات بحيث يشارك فيها كل من يتأثر بهذا التغيير وهو ما نسميه (الإدارة التعليمية بالمشاركة) التي تعد من نتاجات عصر التكنولوجيا ومن إفرازاتها وتأثيراتها كعامل توازن تفرضه طبيعة المرحلة.

ما دعاني لهرطقة اليوم تلك الآمال التي نصورها ونحلم بها من أجل تطوير التعليم في بلادنا، وقناعاتنا من أن ذلك لا يبدأ إلا بفتح أبواب المكتبات المدرسية على مصراعيها للتلاميذ والطلاب لتكون جزءاً من المنهج المدرسي الذي يستقي منه المتعلمون الصغار أكثر من نصف مقررات المنهج المدرسي.

وتعتبر المكتبة المدرسية كأي عامل من العوامل المساعد بالمدرسة (المكتبة والمعمل ومكتب الاخصائي والمسرح وفصول الابداع التشكيلي بجميع أصنافه) لإتمام عمليات التعليم فيها، ولها دورها في إيجاد تفاعل إيجابي بشكل كبير وفعلي وطبيعي مع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، من هنا كان لابد لهذه المكتبة أن تتطلع إلى هذه التقنية الحديثة وهذا الدور بسبب أننا نعيش في عصر المعلومات ونعاصر شبكة الشبكات الإنترنت التي بزغ فجرها في القرن العشرين، هذه الإنترنت التي دخلت بيوتنا عنوة وبدون سابق انذار، وداهمت بعض من قيم مجتمعاتنا بقوة (وقبلناها) راغبين بغية الرغبات العصرية في تحقيق الوصول إلى مجتمع المعلومات عن طريق الحاسوب (الكمبيوتر بكل أشكاله الحديثة) وولوج عصر التقنية مرغمين، وهو ما دعانا هنا بأن نطالب وزارة التربية والتعليم في بلادنا والتربويون بها على وده التخصيص إلى ضرورة الإسراع في إدخال تكنولوجيا التعليم أو ما يعرف (بالمكتبات الإلكترونية) مجاراة لما يحصل لأبنائنا من تواصل ومعرفة جيدة بكل أدوات التقنية الحديثة، فصارت المناهج عندنا فوق ضعفها تؤدى بأساليب عفا عليها الزمن ولم تعد تتطابق مع الواقع الذي يعيشه المتعلمون الصغار.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا (هل بات من الضروري استخدام شبكة المعطيات الدولية الإنترنت) أو عمل شبكات تعليمية مغلقة (منظومات الإنترانت) أو ما يمكن تسميته (بالشبكات الإلكترونية التعليمية) لاستخدامها كوسائل متطورة من قبل (تلاميذ وطلبة) المدارس عبر استخدامها وسائل بحث بالمكتبات المدرسية ببلادنا؟

ويستطيل السؤال برقبته ليعلن التالي: (لماذا لا تكون للمكتبة المدرسية حصة ضمن الجدول الدراسي بمدراسنا؟).

مما تقدم يمكن القول إن الحاسوب سيكون أداة مساعدة لمدرس المكتبة ليقوم بكمال ما بدأه زملائه المدرسين بالفصول الدراسية في تقديم مدخلات لمواد المنهج المدرسي المقرر، وتكوين وزيادة مدركات العقل البشري الناشئ والناهض ولتكون المكتبات المدرسية هي المعبر والجسر بين هذا العقل الصغير والمعلومات الغزيرة والمعارف المختلفة التي تزخر بها المكتبات. وهو ما يعني ان تكون المدرسة جزء أساسي ورئيسي في الزمن التعليمي المقرر بالمدرسة وتكون المكتبة جوهر العملية التعليمية ولا يكون المقرر المدرسي عرضة للتلقي من طرف واحد بوسيلة التلقين التقليدية العقيمة.

أن امالنا بإدخال الحاسوب للمكتبات المدرسية تعد خطوة إيجابية متقدمة لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي وهي عملية تغيير وتبديل وما فيها من حتمية تاريخية ستساعد على الارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية وازدهارها والحد من الأعمال الروتينية التقليدية الموجودة بمدارسنا ومكتباتنا بجميع مؤسساتنا التعليمية على اختلاف مراحلها.

 

اعرف يقيناً انني اهرطق في بلد لم يتمكن بعد من التصالح مع ذاته ليعلن ماذا يريد..  انه حتى لم يعرف بعد ماذا يُراد له.. وتلك هي المشكلة..

 

وإلى هرطقة خامسة اودعكم.

مقالات ذات علاقة

ديالكتيك إياتي (100/6)

حسن أبوقباعة المجبري

أيديولوجيا القبيلة: من التصعيد إلى الانتخاب

عبدالحفيظ العابد

بَـيْنَ مَـوْتِ الْـمُـؤَلـّف وَ رَشَـقَـات الْـغِـوَايـَة

المشرف العام

اترك تعليق