لوحة (موت سقراط) - 1787 للرسام الفرنسي جاك لوي دافيد
طيوب عربية

نيازك في وعاء خمر

لوحة (موت سقراط) - 1787 للرسام الفرنسي جاك لوي دافيد
لوحة (موت سقراط) – 1787 للرسام الفرنسي جاك لوي دافيد

لماذا ترش النيازك قلبي
أليس لها زرقةً غيره
أليس لها كل هذا الفضاء
أنا يا نيازك قلبي صغيرٌ يثير البكاء
كثير الرجاء
صغير كقبضة طفل على وجه ماء.
.
أنا يا نيازك 
محضُ رسول من الضوء
ينسى العباءة فوق قلوب مريديه 
لا تستطيعُ سموّاً
وتبقى ثقيلة
إلى أن يجيء ويرفع سقفَ السماء قليلاً.
.
أنا يا نيازك
جرحٌ قديم على ساق إحدى الملاحم
قبيل انتصاري على الروم
يرشقني نيزكٌ من جدودك
يأكل لحمي
ويترك قلبي ليُنبت نصاً جديداً
أقول لمولاي فيه بأني انتصرت.
.
أنا يا نيازك خمرٌ نسته الأساطير قرب الحقيقة
وعائي القصيدة
وكم منكِ سربٌ تساقط في الخمر يُطفي حريقه.
.
أنا يا نيازك سورٌ قديمٌ ببابلَ
كنتِ تخطين فوقي الشرائع بعد هبوطك من قبة الكونِ حبلى بآيات ربي
وكنتِ تجيدين نقش الحوارات بيني وبين السماء
تعلمتُ منك الكتابة 
تعلمتُ منك الربابة
تعلمتُ منكِ الدعابة
حتى أحطتُّ بسوريَ هذا كنوز البقاء.
.
أنا يا نيازك بحرٌ نسته الصفاتُ جميعاً
فسخَّرتُ نفسي لأسرق من كل فجٍ مجازاً 
لأطعمه كل يومٍ ويرضى
سألتُ المعاشر عند المحاشر
استعرتُ استعاراتهم كلهم 
وألقيتُ فيكَ المعارف والكلمات
فاضربيني إذاً يا نيازكَ
مائي كفيلٌ بإطفاء حقدك
اضربيني
قُبيل ثلاثة مللي من الموت
يلهمني الله سر الخلود
لذلك أبقى أعود.
.
__________________________
15/3/2019

مقالات ذات علاقة

الماجستير لحمنى سهيل في ترجمة (تقاسيم الفلسطينيّ) إلى الأوردية في باكستان

المشرف العام

المتباكون على المناخ متآمرون عليه

المشرف العام

هيلانة الشيخ وفي الموت فتن

حسين نصيب المالكي

اترك تعليق