مدينة لبدة الأثرية
تقارير

لبدة بمعرض افتراضي يطلقه معهد العالم العربي في باريس

بوابة الوسط

مدينة لبدة الأثرية
مدينة لبدة الأثرية

 

تعتبر لبدة الكبرى من المواقع الأثرية البالغة الأهمية، وأُدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي؛ لكنها أضحت اليوم عُرضة للتهديد والتخريب والنهب والتدمير، وتشارك ضمن إخراج رقمي مدهش في معهد العالم العربي انطلاقًا من العاشر من أكتوبر الجاري.

وسيتيح المعرض للزائر بفضل التكنولوجيات الرقمية الأحدث، فرصةَ التجوال بين الصروح المعمارية والمواقع الأثرية منها تدمر وحلب بسورية والموصل بالعراق، ولبدة الكبرى التي تُعتبر رمزًا للتراث الإنساني العالمي والتاريخ المتعدد الثقافات للحضارات الشرق أوسطية، وذلك وفق نشرة وزّعها المعهد العالم العربي للثقافة.

ينظم المعرض بالتعاون مع شركة Iconem ومنظمة اليونسكو وشركة يوبي سوفت الرائدة في ميدان ألعاب الفيديو؛ وسيتضمن مساقط عملاقة يصل بعضها لـ360 درجة ومشاهد افتراضية ووثائق وصورًا أرشيفية وأفلام فيديو ومقابلات مع سكّان المواقع.

ويسعى معهد العالم العربي بإعادة إحيائه هذه المدن العتيقة بفضل التقنيات الرقمية، لتوعية الجمهور العريض بالرهانات الحاسمة المرتبطة بصون التراث وإعادة تأهيله.

رحلة رقمية في قلب المدن العتيقة

بفضل المساقط العملاقة يسمح المعرض للزائر باكتشاف الحالة الراهنة للمواقع المعنية، كما يعود به للماضي بفضل عملية إعادة تشكيل افتراضية عالية الدقّة للمباني والمساكن والصروح الأثرية؛ فيشعر الزائر وكأنه يتجول فعلاً في أرجائها.

وفي كل قاعة يمكن للزائر الاطلاع على مجموعة من المعلومات والمقابلات والنصوص التي تسمح له بفهم تاريخ هذه المواقع العريقة والظروف الصعبة التي تعرّضت لها مؤخرًا، مع التركيز بشكل خاص على كلام كل من يعمل على حماية أماكن العيش هذه وكنوزها المعمارية.

ودخل معهد العالم العربي في شراكة مع شركة Iconem الرائدة بميدان رقمنة التراث والتي تسمح عمليات المسح الدقيقة التي أجرتها للمواقع الأثرية وخاصة باستخدام الطائرات دون طيار بإجراء عمليات إعادة تشكيل افتراضية ثلاثية الأبعاد ذات دقّة عالية.

تراث عالمي استثنائي لا بد من حمايته

تكتسي حماية التراث في هذه المواقع الحساسة أهمية بالغة، فالأمر هنا يتعلق في الوقت ذاته بصون الثراء المعماري والأثري الفريد وبالنظر لهذه المدن على كونها أماكن للعيش ذات قدرة مذهلة على الصمود والاستمرار.

كما أن اختيار أربع مدن وهي: تدمر وحلب والموصل ولبدة الكبرى يسمح بالغوص في قلب حضارات عظيمة منها الفارسية والإغريقية والرومانية والعربية، وبفهم وإدراك تنوّعها وتوصيف السياقات الجيوسياسية المعاصرة المتباينة.

ولبدة الكبرى المسماة «روما الأفريقية»، وهي الموقع الوحيد من بين المواقع الأربعة في المعرض الذي لم يتعرّض للتخريب على الرغم من النزاع الذي يهزّ ليبيا منذ 2011، وتُعتبر هذه المدينة الرومانية القديمة من المواقع الأكمل، وتضم آثارًا معمارية استثنائية منها المعابد والبازيليكا والساحة العامة والمدرّج، والحمّامات.
يتضمن برنامج المعرض أيضًا ندوة عن التراث المعرّض للخطر، برئاسة رئيس ومدير متحف اللوفر ورئيس اللجنة العلمية للتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع جان-لوك مارتينيز، ولقاءات ومناقشات وأفلام سينمائية، وورش عمل إبداعية للأطفال.

مقالات ذات علاقة

«الشظية».. ثمرة وحيدة لزواج بارد بين السينما والأدب في ليبيا

المشرف العام

الزعيم غومه

المشرف العام

صحفيو ليبيا، طريق مليء بالمخاطر والعُنف

المشرف العام

اترك تعليق