شعر

كلما وقع مطرا في يدي

كلما وقع مطر في يدي

تشكل غيمة وتلفع بكفي المطل على الخليج

حيث النوارس تحضن صراخها

المراكب تستدعي أسلافها في الريح

البحارة أنصاف العراة يقطعون حكاية بحر

وكنت وحيدا هناك بمعطفي البنيّ

أفحص جراح موجة عاتية

وأستمع إلى ضحكتك التي تهبُّ عليّ

من بين صخور جفّ صمتها

هذا المساء يا امرأة من سلالة دمي

صاخبا بمهابة حب

قاتما يفهرس المطر

على أصابعي تحبو الرياح عارية

فوق أغصان يدي تهجع أسراب تأملك

لتأكل يدي عينيك مرة أخرى

وأنفك الأسطوري

حتى تدرك أن لشفتيك مذاق الشتاء والنار

وحين تلاحق صهيل نهديك

لكأنما روضت صاعقة .

آه .. يا امرأة علمتها الغيوم دماثة الهطول

وتوجتها الحقول بسر الأريج

أحبك كأسراب طيور ما هاجرت أبدا

لكن في عيونها تحتشد أبجدية الرحيل

أحبك كغيمة هاربة من سماء لا تعرف الماء

أو ضحكة آبقة ..

أحبك كزهرة طيبة .

كنجمة تغتسل في فصاحة البريق .

آه .. يا قادمة من توهج موقد بدويّ

وجهك طفل يغطي بربيع ابتسامته فجاجة الخريف .

شفتيك صومعة .

شعرك الطويل معجزة

حين أنجزت في ظله نايّ .

جسدك المجبول من التفاح وأزهار اللسلس* البيضاء

نقحته شمس الخليج من صمته

له نشوة الحطب جاثيا في نار .

أثر خطواتك في منتصف الرياح ناصعا

كمياه ضالة .

هكذا أنت ..

مأهولة بأفكاري

وكائنات يديّ

ضمخي بنظرتك ظلال السرو والعوسج

لأن الكهل الذي رأيناه في “الزعفران”، ينصب الفخاخ للحكمة، ويسم فريسته بالنار، سيعود إلى صوتك الذي يعترض الجفاف بضحكتك .

في نهر النساء الطويل

يسحبني صوتك البريّ حتى سواحلك

حيث الغيوم قادمة

تتدثر بقوس قزح

والطيور تفترش الربيع

كم من زهرة على باب شفتيك

تنتظر عودة يدي

كم من شجرة حولي

تحيك كنزة لظلها

كم من ورقة خضراء

تطفيء ضمأ المثول في كفي

وبآخر قطرة من مطر ضرير

أحاول درء الرياح .

 ____________________________

 نباتات مزهرة شائعة في منطقة خليج سرت الليبية

مقالات ذات علاقة

كافكا في بيتي

منيرة نصيب

منازلُ الغناء

مفتاح البركي

في الستين

محي الدين محجوب

اترك تعليق