المقالة

في حضرة ما نحب

الزاوية تحتفي بكتاب “شمس على نوافذ مغلقة”
تصوير: طه كريوي.

عبر خمسة بوابات أمنية، وصلنا إلى مدينة الزاوية، والتي لم أزرها منذ أربع سنوات. كنت قد تابعت نشاط نادي القارئ بالزاوية، وسررت كثيراً بدعوتهم لنا، للاحتفال بكتاب “شمس على نوافذ مغلقة” ورغبتهم بترتيب هذا الاحتفال من الألف إلى الياء، بمشاركة دار الزاوية للكتاب.

حين وصلنا وشاهدت ازدحام السيارات أمام مبنى دار الكتاب، لم استغرب.. فمدينة الزاوية عرفت دائماً كمنارة ثقافية، وشهدت الكثير من الأنشطة والمحافل الثقافية، وانجبت العديد من المثقفين.. أناقة المكان وترتيبه ونظافته تبهرك، ألوان الديكورالبيضاء والرمادية للمكتبات والطاولات والكراسي تبتسم لك وتدعوك للتجول في براحها الواسع، ووجوه أصحاب المكان ترحب بك بدفء وشوق المحبين.

الزاوية تحتفي بكتاب “شمس على نوافذ مغلقة”
تصوير: طه كريوي.

لم يفاجئني التنظيم من أهل الثقافة، فهذه طبيعة متأصلة فيهم، على إحدى الطاولات رتبوا نسخ كتاب “شمس على نوافذ مغلقة”، وعلى طاولة أخرى جهزوا لافتات تحمل أسمائنا تمهيداً لتوقيع النسخ، وفي الصالة الكبرى بين ألاف الكتب، رصت الطاولات بشكل دائري جميل، يسمح للجميع بالتواصل بسبلاسة، وأزهار الفل والياسمين نثرت على الطاولات تعطر المكان، وتشي بذوق أهله، وفي لمسة راقية وجدنا إناء ورد زجاجي يحمل تصميم وألوان غلاف الكتاب من عمل الفنانة أماني.

الزاوية تحتفي بكتاب “شمس على نوافذ مغلقة”
تصوير: طه كريوي.

يقال أننا نرتبك في حضرة من نحب، واعترف أنني ارتبكت قليلاً، وسط هذه الأجواء المليئة بالحب والتي أحب، فمن قال أن الحب يقتصر على البشر فقط مخطئ، فهذه الأجواء المتخمة بالمعرفة والشغوفة بالثقافة، لها مكانها الأثير في نفسي.

أي كلمات شكر لنادي القارئ وأعضائه، ودار الكتاب وأهله، ستبدو باهتة أمام ما قدموه لنا، من استضافة وترحيب وحفاوة.. عاجزة عن شكركم.

مقالات ذات علاقة

عبدو الطرابلسي… وليبيا الفاسدة!

أحمد الفيتوري

خشية الإغراق في النسيان

محمد دربي

في ذكرى رحيله: وقفة صادقة مع الصادق

المشرف العام

اترك تعليق