رواية الأموات لجمس جويس، ترجمة عبدالمنعم المحجوب.
أخبار

عبدالمنعم المحجوب يترجم “أموات” جيمس جويس

الطيوب – خاص

صدر عن دار مسكيلياني بتونس، من ترجمة الكاتب والباحث الليبي “عبدالمنعم المحجوب“، الرواية القصيرة (نوفيلا) بعنوان “الأموات” للكاتب الأيرلندي “جيمس جويس“، المعروف جيداً بروايته المشهورة “أوليسيس” أو “عوليس“.

رواية الأموات لجمس جويس، ترجمة عبدالمنعم المحجوب.
رواية الأموات لجمس جويس، ترجمة عبدالمنعم المحجوب.

مقتطف من تذييل الرواية بقلم المترجم، بعنوان: “إذا لم يستيقظ غابرييل”، أو”أموات جيمس جويس الأحياء”:

“المسعى الجويسي يدمّر الذاكرة، ولكي يكون القارئ وفيًّا للنص، إذا كان لهذا أيّ معنى على الإطلاق، فإن عليه أن يعمل ضد مسعى جويس نفسه. في ما يتعلّق بالكاتب فإن استحالة ولادة نصٍّ دون ذاكرة قويّة قد يتم تعويضها بالكثير من الشّغف، وهو أمرٌ مقنع لقارئ لا يهتم بالتجنيس أو يلتزم بالقواعد النقديّة، ولكن مثل هذا الشّكل هو بالتأكيد استثنائيّ ولا يعيش، أو لا يجب أن يعيش، طويلًا. إن أكثر الكتّاب إقناعً القرّائهم لا بد لهم من ذاكرة قويّة أثناء الكتابة، حتى وهم يقومون بتدمير ذاكرة القراءة، فالمقدرة غير العادية على التذكّر، أو فرط التذكّر hypermnesia، لا يحدّث بصدمة خارجية، أو بمحفّز معدّ مسبقًا، بل بالمزيد من التداخل مع الكتابة، بالمزيد من التفكير فيها، بعد إغلاق بابها الخارجي، لكي لا يتبقى أمام الممارس سوى قابلياته الذاتية. لقد كان ج.ج. بارعًا في استخدام ذاكرته القويّة، حتى إن الكثيرين يميلون إلى اعتبار نصوصه السرديّة نوعًا من صور معادٍ إنتاجها بتهكّمٍ عن حياة عاشها بكآبة وإحباط، أو هي،بتقديرٍ ما، ظلّ عميق لأحداث هذه الحياة، وهي تنزاح في المجمل كاشفةً تفاصيل صغيرةما كان لها أن تتخلّد لولا تلك الستارة من التظليل (إضفاء الظلال)”.

ويقول:

“ماذا يعني أن تكون حيًّا أو أن تكون ميّتًا؟ بإمكانك أن تقرأ قصّة “الأموات”على النحو الذي تريد، تستطيع مثلًا أن تستسلم للسهولة، وأن ترتضي حكائيتها. لكن ثمة طرقٌ عديدة لقراءة هذه القصّة، يعتمد ذلك على مَن يقرأ، فعدد طرق القراءة يكونأ حيانًا بعدد القراء أنفسهم. ينسحب هذا الأمر على نصوص قليلة؛ قليلةٌ هي النصوص التي لا يمكن الجزم بنهايتها، أو بنهاية واضحة لها، لا في ما يتعلّق بخطّ السرّدوخطّته، بل في تأمّل ذلك أثناء/بعد القراءة. إن اللحظة التي يتهيّأ فيها القارئ لإضافة أيقونة أخرى إلى سجلّه الذي لا يكتمل من قراءة القصص والروايات، من ترتيب السرود، من الإقبال عليها، ومن محبتها، أو العكس، هي اللحظة التي تنتهي فيها القراءة؛ ما لم يعمد القارئ إلى إعادة ترتيب تفضيلاته، وممارسة أيقنة جديدة تعنيه هو وحده. إن”الأموات”، كما تجتذبنا قبل أن تنقلبَ في نهايتها على بداية لا تنتهي، مثل روايات صغيرة لكل من كلايست، دوستويفسكي، كافكا، أو بيكيت… تشكّل معها خطًّا سلاليًّا خفيّا ومرموقًا، إنها تنتهي مثل رواية أخرى صغيرة هي “بارتلبي”لهرمان ملڤل. بارتلبي يبدو نائمًا، أو يبدو ميّتًا، أو لن تعرف أبدًا إلا إذا لمسته وتحسّست أطرافه. غابرييل يبدو نائمًا، أو يبدو ميّتًا، أو لن تعرف أبدًا إلا إذا دخلت الغرفة في غريشام، أو إذا استيقظت غريتا في الصباح الذي لم يعد صباحًا معتادًا، ولكن هل تستيقظ غريتا ذات صباحٍ ما لم يستيقظ غابرييل نفسه؟”.

مقالات ذات علاقة

ضو تيبار في ذمة الله

المشرف العام

الكاتب الكبير يوسف الشريف في ذمة الله

المشرف العام

تواصل فعاليات البرنامج الثقافي لمختبر القصة القصيرة في بنغازي

المشرف العام

اترك تعليق