من أعمال المصور أسامة محمد
شعر

طريقٌ وحيدٌ يقود إلينا

إلى ليبيا ……………….

من أعمال المصور أسامة محمد

 

في طريق (الشط) الممتد كثعبانٍ يتربصُ بالمدينة
ينتشرون خلف متاريس تشبه بيوت النمل
يهربون هلعاً اليها عند سقوط رداء المغيب
وكنتُ لا ألتفتُ إلى صراخهم

هم يدركون بأنهم قُطّاع طُرق
يسرقون الصحراءَ من رمالها
ويديرون ظهورهم للبحر

حملوا السنوات العجاف على أكتافهم
حتى انحنت ظهورهم من كثرة الانتظار

الشاحناتُ التي حملتهم الي غَدِهم
انفجرتْ عند أول منعطف دون سابق انذار

المغتصبون لا أخلاق لهم سوى الرغبة
جاءوا من جبال مجاورة وصحاري لا تنّبت سواهم

المساءُ هبط بجوارهم ،
ولم يتعرّف على ملامحهم
حين تلّونت وجوههم بقسوة الانتصار

كنتُ أتمشى مع امرأتي على رصيف الميناء
نشاكسُ موجةً غاضبة والعجوزَ بائعة الألعاب
تأخذنا أشرعة السفن البعيدة ،
الي مرافئ ﻻ ندري متى سنصل اليها
تحدثتُ معها حول جنون العشق
وكالعادة لم نصل الي نتيجةِ واضحة
أخبرتها عن سكان ليبيا الأصليين
الذين أستبّد بهم العشق
فسقطوا صرعى في جنونٍ طويل
وأخبرتني عن سكانٍ
جاءوا من منافي باردة
أنقضّوا على غنيمةٍ سمّوها البلاد
دون أن يلتفتوا
الى جراح الأمهات الثكالى ،
اللواتي فقدن حتى رغبتهن في البكاء

الربيعُ العجوز وقف مذهولا
أمام دموع هطلت دما في الوديان
ودخان متصاعد من حدائقنا وبيوتنا
وهي تحترق من الوجع
وجوهنا تلطّخت بالسواد
صرنا نخبئ فزعاً مواربا
ونخاف أن يُسرق الحلم من عيوننا
والنهار يأخذنا الي ريبةِ نفق طويل

…. مع ذلك
هناك طريق وحيد يقود إلينا

مقالات ذات علاقة

تــحــيــــة

فريال الدالي

نلتقي

مهند سليمان

إن لزم الأمر

فرج أبوشينة

اترك تعليق