شخصيات

رحيل صاحب «يسلم عليك العقل»

بوابة الوسط

الفنان محمد حسن.
الصورة: عن صحيفة العرب.

أكد مصدرٌ قريبٌ من عائلة الفنان محمد حسن وفاة الأخير، (أمس) اليوم الأحد، في إحدى المصحات في مدينة تونس العاصمة بعد صراع مع المرض، وكان الفنان الراحل تعرَّض لوعكة صحية في يوليو نقل إثرها للعلاج في مدينة تونس.

وطلب في حينها بعض الفنانين من زملاء ومحبي حسن عبر صفحاتهم الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وزارة الثقافة الليبية بالالتفات للموضوع، خاصة أنَّ العلاج المقرَّر تلقيه للفنان قد يتكلف مبالغ مالية طائلة.

ويعتبر الفنان محمد حسن، المولود في مدينة الخمس في العام 1946، من أهم وأبرز الأصوات الغنائية والملحنين الليبيين، الذين ظهروا على الساحة الفنية في ستينات القرن الماضي، واستمروا حتى الآن.

بداية حسن الفعلية كانت بانضمامه للمجموعة الصوتية في فرقة الإذاعة، وضمن كورال الفنان حسن عريبي، الذي استفاد منه كثيرًا، عندما بدأ في ترديد أغاني المالوف والموشحات، التي تحتاج إلى قوة صوت وتمرين دائم لتأديتها.

كانت له فرصة من خلال هذه المجموعة الصوتية في أنْ يزور تونس للمرة الأولى للغناء والمشارَكة في «مهرجان قرطاج»، الذي أصبح يزوره ويقف للغناء عليه بعد سنوات كفنان ونجم لامع ومميز.

عندما ذاع صيته وأصبح مغنيًّا ومطربًا مشهورًا، كان المبتدئون يسألونه النصيحة، فكان يقول: «استفيدوا من الموشحات والمالوف والأدوار والأغاني القديمة، استمعوا لها ورددوها»، كما كان ينصحهم بضرورة المرور بمرحلة التدريب الصوتي بالمجموعات الصوتية، لأنَّ الغناء الجماعي يصقل الموهبة ويعرِّف المغني أكثر بالجوانب الفنية الغائبة عن هذا الجيل من ناحية القفلات والتراكيب اللحنية، وفق قوله.

فنانات لَحَّن لهن

لَحَّن الفنان محمد حسن الذي يطلق عليه محبوه «سفير الأغنية الليبية» لعددٍ من المطربات العرب مثل: وردة وذكرى وغادة رجب ولطيفة وسميرة سعيد وأصالة ونوال غشام، وغيرهن الكثير، إضافة لتعاونه مع فنانتيْن ليبيتيْن، كما لَحَّن وأدى أعمالاً غير تراثية منها أوبريت باسم «شرق وغرب». وفي العام 2002 قدَّم حفلاً في خيمة فنية ليبية في قاعة «رويال ألبرت هول» في وسط العاصمة البريطانية (لندن)، واستمر الحفل لمدة خمس ساعات متواصلة.

واُعتُبرت أغنيته «يسلم عليك العقل ويقولك نبيك» من أهم وأنجح أعماله التي انتشرت وذاع صيتها في كافة المغرب العربي، منذ أنْ غنَّاها أول مرة في نهاية تسعينات القرن الماضي، حتى إنَّ الجمهور هو مَن بدأ يطالب بالاستماع لها وتكرارها كلما انتهت.

قصة الربابة

في أغنيته «عاتب عليك وخاطري واجعني» أدخل آلة «الربابة» لتكون من ضمن الآلات الموسيقية الرئيسية في اللحن، وتعتبر هذه أول مرة يستعان فيها بهذه الآلة المعروفة في دول المشرق العربي، وبهذا يكون أول مَن أدخل آلة «الربابة» في الغناء الليبي.

وتميَّزت ألحانه باللون البدوي، خصوصًا السائد في منطقة وسط ليبيا. ودَافَعَ عن فكرة الاستعانة بآلتي «الأورغ» و«الغيتار» في الموسيقى العربية، فهو ليس ضد هذه الآلات ولكن ضد توجه جيل فني كامل إلى استعمالها وتركهم مقامية الموسيقى العربية، حيث لا يوجد مقام السيكة ومقام الربع في أي أغنية تعتمد هذه الآلات.

مفهومه عن الشهرة والعالمية

يؤمن بأنَّ هناك شهرة عربية محلية، وليس هناك شهرة عالمية، إذ يقول «ألا يكفي أنْ نستمع إلى بعضنا البعض من المحيط إلى الخليج، فنحن عالمٌ قائمٌ بذاته، بلغته بأحاسيسه الموحَّدة».

وعن مفهومه للعالمية فيقول: «أنْ تغني بلغة أخرى غير لغتنا فهذا أمرٌ ممكنٌ، ولكننا لا يمكننا أبدًا أنْ نغني أحاسيسنا ومشاعرنا وهواجسنا بلغة غير العربية».

أهم أغانيه

وكانت أخر  أغاني الفنان محمد حسن هي «كانك تحب بلادك»، بينما من أهم أعماله: «أحلى ميعاد» و«ارسم وقاوم» و«اصحى صباحك زين» و«الجود والجودة ولجواد» و«الحلوة خشِّت خاطرنا» و«الليل تقاصي» و«بلادنا زين على زين» و«تره خبر يا وادي زين» و«حبيبي وتجرح في» و«دزيتلك مرسول» و«دللتني و زهيتني» و«لأنك حبيبي عودت عيني بيك» و«ليش بطى مرسالك عني» و«مطلوق سراحك يا طوير» و«نا عقلي دليلي» و«يسلم عليك العقل».

مقالات ذات علاقة

في ذكرى رحيله.. التليسي يعانق الأسطورة

المشرف العام

الذكرى الـ30 لوفاة صاحب كتاب: الفن والمسرح في ليبيا

رامز رمضان النويصري

السيرة الذاتية لمحمد عبدالهادي تعيد كتابة تاريخ المسرح الليبي

أسماء بن سعيد

اترك تعليق