من أعمال المصور.. نصر العنابي
شعر

حبيبتي التي سرقت الغابة

من أعمال المصور.. نصر العنابي
من أعمال المصور.. نصر العنابي

 

يمكنني أن أكتب
عن بقايا رؤوس العصافير 
العالقة بين أسنان القلق.
يمكنني أن أكتب
عن لعاب الملاك الذي يسيل
أمام وجه الطفل كلما سقطت قذيفة.
يمكنني أن أكتب عن
أرامل الساعة الخامسة فجرًا
ومفاتيح المساجد والحانات
عن الغريق وهو يضحك
عن مرضى الكلى وهم ينزعون الأنابيب من بطون أطبائهم
عن الطرق السريعة
وحلوى الأعياد في الرفوف العالية.
ولكن من سيعيد قلبي من خلف الغابة
من سينزع عنه رائحة الرطوبة والاتجاهات
لقد اكتشفني ينبوع مائك الذي بين ساقيك
لأعود بعد عمر كامل من الهزائم والخيبات
لأكتشف النار التي بين ساقيك.

لقد خذلتني المسافة
ولكنة يدك وهي تسمّي طعناتي القديمة
خذلني حذائي
خذلتني جيوبي
كان وجهك ثملاً من الغياب
ما كان يجب أن أرتشف وجهًا ثملاً من الغياب.

كان يمكنني أن أعود في صندوق خشبي
لكنني كنت بارعًا في خداع أمي
فعدت في صندوق من لحم وأعصاب
مسامير تدقّ في رأسي الآن
وأنت تحاولين كالبائسة
جرّ عنقي بأنيابك اللبنيّة
إلى أقرب شجرة
لتبكي… كما يحلو لكِـ
لترقصي… كما يحلو لكِـ
لتحبّي رجالاً بلهاء آخرين… كما يحلو لكِـ
لتنبحي الآن… قرب عظامي
لتتبوّلي الآن… تحت أشجاري.

قلبي وراء تلك الحشائش
الوحل يعرف ذلك جيدًا
الخنزير النافق الذي يطفو على سطح النهر
يعرف ذلك جيدًا أيضا
من يعيد قلبي من خلف الغابة
أعلم أن نداءاتك المتكررة
كانت فقط… لتطمئني على صداكِـ
العائد من خلف الغابة
قلبي خلف الغابة
من يرشدني إلى الغابة!

مقالات ذات علاقة

عودة..

نعمة الفيتوري

قصائد Trondheim

عاشور الطويبي

ترف الغياب …

عمر نصر

اترك تعليق