طيوب النص

الصحافة الثقافية الليبية في سيرة إدريس المسماري

الطيوب

أقيم أمس الأربعاء 24 يناير الجاري بتونس، بفندق المرادي، ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا، والتي دعا إليها مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، احتفاءً بالكاتب الصحفي “إدريس المسماري”، الذي يصادف التاريخ الذكر الأولى لوفاته.

ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا.

افتتح الندوة السيد “محمد العجيل”، الندوة مرحبا بالحضور، داعياً لقراءة سورة الفاتحة على أرواح من قضوا في تفجير (جامع بيعة الرضوان) بمدينة بنغازي. ونقل “العجيل” في كلمة الافتتاح تحيات الدكتور “عارف النايض”، مدير مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، وعرّف بموضوع الندوة التي تقام حول الصحافة الثقافية في ليبيا، والتي تقام احتفاء بالذكرى الأولى لرحيل الكاتب والصحفي “إدريس المسماري”، صاحب تجربة مجلة (عراجين – أوراق في الثقافة الليبية). ثم تلى السيد “محمد العجيل”، كلمة الدكتور “نجيب الحصادي” الافتتاحية، الذي لم يتمكن من الحضور، والتي قدم فيها رحلة في الصحافة الثقافية من صحف والمجلات. من تاريخ ازدهارها إلى أفولها.

ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا.
الجلسة الأولى.

انطلقت الندوة من خلال الجلسة الأولى، والتي كان محورها: نبذة تاريخية، والتي أدارها الإعلامي “ربيع شرير”، ومشاركة كل من: أحمد عمران بن سليم، محمود ملودة، أسماء الأسطى، إدريس بن الطيب.

الدكتور “أحمد عمران بن سليم”، قدم ورقة بعنوان (المنجز الأدبي بمجلة ليبيا المصورة)، حيث بدأ بتعريف بالمجلة ودورها الثقافي، من خلال نشر الأدب الليبي والعربي، ويعتبر صاحبها “عمر فخري المحيشي”، من الشخصيات الوطنية بالرغم من تشكيك البعض في ذلك. ثم عرض لأهم المنجزات المتمثلة، في؛ القصة، والمسرح، والشعر والنقد.

الأستاذة “أسماء الأسطى”، جاءت ورقتها بعنوان (الصحافة الثقافية في ليبيا في قرن ونصف). حيث بدأ باستعراض لبعض التجارب الصحفية اليبية التي صدرت خارج ليبيا وأسباب صدورها وتوقفها. ثم انتقلت للحديث عن الصحافة الثقافية في ليبيا، بداية من مجلة (الإصلاح) لصاحبها “عبدالله جمال الدين الميلادي”، إلى صحيفة (الأسبوع الثقافي)، إضافة إلى صحافة النوادي التي احتضنت الثقافة وأولها (صحيفة الإفريقي)، وباقي صحف المؤسسات والمجتمع المدني.

قدم الدكتور “محمود ملودة”، ورقة بعنوان (مجلة الفصول الاربعة)، وملخص لدراسته التي صدرت في كتاب بذات العنوان، والتي تناول فيها بداية الصدور وأنها كانت نتيجة حدث سياسي، ثم قدم استعراضاً تاريخياً لصدور المجلة، وأهم التغيرات التي أحدثها رؤساء التحرير. ثم ختم بإحصاء للموضوعات الأدبية التي نشرت من خلال هذه المطبوعة خلال الفترة من 1978 إلى 1999.

الأستاذ “إدريس بن الطيب”، تحدث عن (صحافة السبعينيات الثقافية في ليبيا) من خلال تجربته في الصفحة الأدبية بالفجر الجديد، وتجربة الأسبوع الثقافي، وألمح أن الصحافة في بداية السبعينيات كانت مازالت تنعم بالزخم الذي كان متواجداً قبل انقلاب 69.

تلت الجلسة حلقة نقاش، تناولت بعض النقاط التي تناولتها الورقات، والتي كان الحوار حولها أثرى الجو داخل القاعة.

ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا.
الجلسة الثانية.

الجلسة الثانية، كان محورها: الدور الإبداعي والنقدي، والتي أدارها الأستاذ “حسن الأمين”، ومشارك فيها: ميسون صالح، وسراج الدين الورفلي.
ورقة الأستاذة “ميسون صالح” جاءت بعنوان (الصحافة كفضاء عمومي للمبدعين). بدأت الورقة بتعريف الفضاء العام، وأثره في المجتمع، ودور الصحفيين في إثراء هذا الفضاء، وإمكانية أن يكون هذا الفضاء فضاءً للمبدعين. قامت “ميسون” بتقسيم الصحافة الثقافية في ليبيا من خلال ثلاث مستويات: ما قبل 17 فبراير، ما بعد 17 فبراير حيث الوفرة ليصل عدد الصحف إلى أكثر من 300 صحيفة، والمستوى الثالث؛ الآن، والتي اختفت فيها الصحافة الورقية، وظهرت الصحافة الموازية التي استخدمت وسائط الإعلام الاجتماعي، وخلصت إلى الوضع الحالي يعاني الفوضى والتخبط. وفقد المثقف الليبي فضاءه العام.

ورقة الأستاذ “سراج الدين الورفلي”، ناقشت (الوظيفة الحوارية للصحافة في ليبيا، مجلة الثقافة العربية نموذجاً)، حيث بدات الورقة بعرض أهمية الصحافة في المجتمع كوسيلة لمواجهة الدولة، وتقييمها. وركزت الورقة على الحوار بين صوت السلطة وبين صوت المثقف على صفحات مجلة الثقافة العربية، والتي صدرت في 1973. وخلصت إلى أنه في غياب حوار حقيقي لا تكون حرية.

ثم فتح باب النقاش، الذي أثرته مجموعة المداخلات، وطرحت فيه عديد التساؤولات.

ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا.
الجلسة الثالثة.

الجلسة الثالثة، كانت حول محور: تقويم التجربة وسبل الدعم، بإدارة الكاتبة الصحفية “ليلى المغربي:، وبمشاركة الأستاذين؛ أحمد الفيتوري، ورامز النويصري.
البداية كانت مع ورقة الأستاذ “رامز النويصري”، والتي جاءت بعنوان (الصحافة الثقافية في ليبيا- قراءة استقراءية)، والتي استعرضت تجربة الصحافة الثقافية من خلال الملف الثقافي لصحيفة الجماهيرية، وعرض لأهم ما كان ينشر، وتحليل عام لهذه الموضوعات، والخروج ببعض الملاحظات.

الأستاذ “أحمد الفيتوري”، آثر أن يترك الوقة باعتبارها متاحة للجميع، ورأى أن يتحدث عن تجربته الصحافة الثقافية في السجن صحبة الراحل “إدريس المسماري”، ثم ختم المشاركة باقتراح تبني إعادة طباعة المجلات الثقافية، والنتاج الأدبي مخافة الضياع، خاصة وإنه تم الإلماح في أحد النقاشات إلى عدم توفر المطبوعات الليبية للباحث.

حلقة النقاش تمحورت حول الصحافة الليبية، وما كانت تعانيه خاصة في نزع الهوية منها وتدخل السلطة.

ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا.
الجلسة الرابعة.

الجلسة الرابعة والأخيرة، ركزت على تجربة (مجلة عراجين، أوراق في الثقافة الليبية)، كمشروع للراحل “إدريس المسماري”، وأدارتها الأستاذة “خيرية حفالش”، بمشاركة كل من: أم العز الفارسي، رضا بن موسى، جمعة عتيقة، نورالدين الماقني.

(عراجين التي كانت)، هو عنوان الورقة المقدمة من الدكتورة “أم العزالفارسي”، التي بدأت مشاركتها بالحديث عن الراحل “إدريس المسماري”، وهي زوجة الراحل، وبدأت برصد إرهاصات تفكيره في إصدار مجلة ثقافية، إلى خروجه في شكل مجلة ثقافية تحت عنوان (عراجين)، وإصراره بأن تكون أوراق في الثقافة الليبية، كي لا تضيع الهوية الليبية. وكان اختيار مواضيع الملفات، مشاريع يتم العمل عليها بالتركيز على العمل المدني والتعريف بالهوية الليبية.

الأستاذ “رضا بن موسى”، تحدث في ورقته المعنونة (عراجين تجربة نضالية)، عن مسيرة الصحافة الثقافية بعد 69 وصولا إلى عراجين. بالتوقف عند المراحل المهمة، والتي ضيقت الخناق على الصحافة في ليبيا، من خلال إصدار القوانين التي تقف ضد حرية الإعلام والصحافة.

الورقة الثالثة بعنوان (الثقافة في أوراق ليبية)، للدكتور جمعة عتيقة، تناولت عمل الراحل “إدريس المسماري” الدءوب من أجل العمل الثقافي. ومشروعه الذي تشكل في مجلة عراجين، متناولاً بدايات التفكير في المشروع وكيف بدأ التنفيذ وتجهيز المجلة، والبدا في الإصدار خاصة وإن الراحل كان متواجدا في مصر. وما تعرضت له المجلة من مصاعب للدخول إلى ليبية، وأنه استفادت من المناخ المنفتح في العشرية الأخيرة من فترة نظام القذافي.

المشاركة الأخيرة كانت مع الأستاذ “نورالدين الماقني”، وورقة بعنوان (عراجين واستحقاقات اللحظة التاريخية الراهنة)، والتي اختار أن يتخلى عنها للحديث واستدعاء بعض الأفكار، بعد ما تقدم من ورقات تناولت العديد من النقاط التي أراد طرحها. لكن “الماقني” عمد إلى تقديم قراءة في افتتاحيات الأعداد الـ9، وأشار إلى أنها لم تكن افتتاحيات بقدر ما كانت مشاريع تتوافق مع ما تطرحه المجلة من ملفات.

ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا.
الكلمات الختامية.
ندوة الصحافة الثقافية في ليبيا.

بعد انتهاء الجلسة الرابعة، تم عرض شريط مرئي عن الراحل إدريس المسماري، ومجلة عراجين. ثم بدأت كلمات الختام، التي بدأتها السيدة “هند شقيفة” تناولت تجربتها مع الراحل أثناء ترأسه لهيئة دعم وتشجيع الصحافة. ثاني الكلمات للأستاذ “محمد العلاقي”، وكلمة في حق الراحل. لتكون الكلمة الأخيرة مع السيدة “ليبيا إدريس المسماري”، وحديث عن والدها الراحل، وعلاقتها به، وكيف كان جل وقته في العمل الثقافي والكتابة والإنتاج، وهو الإرث الذي تركه، وتفتخر به. ليختتم البرنامج على أمل اللقاء في منشط ثقافي قادم.

مقالات ذات علاقة

نصيحة خليلة

صفاء يونس

مـلـيـشـيـا

رأفت بالخير

الشعر والرصاص

المشرف العام

اترك تعليق