الكاتب أحمد التهامي
حوارات

التهامي: لا توجد حدود بين الثورة والحرب الأهلية في ليبيا

حاورته: ابتسام اغفير

ماذا يفعل المثقف وقت الحرب؟ لا عمل للمثقف في وقت الحرب إلا انتظار نتائجها، هكذا أجاب السيناريست والناقد الأدبي الليبي أحمد الحسين التهامي خلال الحوار الذي أجرته معه «بوابة الوسط».

الكاتب أحمد التهامي عن بوابة الوسط
الكاتب أحمد التهامي
عن بوابة الوسط

سألناه إذا كان من الممكن أن نسمي ما يحدث في بنغازي خلال هذه الفترة بأنَّه حرب أهلية، فقال: «نعم يمكن جدًّا، يمكن اعتبارها حربًا أهلية، فالثورات والحروب الأهلية شيء مختلطٌ ولا يمكن وضع حدود قاطعة وفاصلة بينهما، فهي تحدث داخل نسيج المجتمع الواحد، وقد أدت ثورة العام 2011 لإسقاط الدولة في ليبيا ثم تبين لاحقًا أننا في الطريق لإسقاط المجتمع أيضًا».

وعن تقييمه كمثقف لما يجري، أكد أنَّه توقَّع ما يحصل الآن، وأضاف: «إن مقالاتي السابقة عن الجزء الثاني من الحرب تشهد بذلك، أما حين تشتعل الحرب بذاتها فلا عمل يعمله المثقف إلا انتظار النتائج».

وأشار إلى أنَّ المثقفين بالمعنى العام منقسمون، أغلبية ضد الإسلاميين، وأقلية محايدة وقلة تناصر الإسلاميين، وتابع: «وأما بالنسبة لي فإنَّ دور المثقف يتجاوز التورط في الشأن السياسي الراهن إلى محاولة رسم الأفق العام الذي تجري ضمنه الأحداث، وإعطاء معنى ما فكري لكل مرحلة يمر بها المجتمع، وبذلك لا يحق للمثقف الدفاع عن مقولاته وطروحاته دفاعًا أعمى».

وأكد أنَّ المثقفين يلعبون دورا مهمًّا في مجتمعنا أيضًا ومهمًّا جدًّا ومؤثرًا جدًّا، لكن بسبب الثورة المعلوماتية وقلة الخبرة معًا لعب دور المحرض والمستثير للغرائز الجماعية، موضحًا أنَّه ربما لأنَّ وسائل الاتصال الحديثة لا تتيح لهم وقتًا كافيًّا لدراسة وتدبر تجارب الشعوب الأخرى.

الناتج الغالب لأدوار المثقفين هو إنتاج كلام تحريضي يستثير الغرائز بشكل مباشر، دون أي نتاج فكري وفلسفي، معتبرًا أنَّهم يتبعون السياسيين إلى هاوية السباب السياسي المباشر وعديم الجدوى، أو ينوحون كالباكيات على طلل درس دون أدنى محاولة للتدبر والتفكير في لماذا حدث ما حدث، وما هي القوانين التاريخية التي تحكم تطورات المشهد السياسي الليبي.

ويشير إلى أنَّ المثقف جزء من المشهد وليس كل المشهد.
ويضيف: «السياسي في البلدان الأكثر تخلفًا مثل ليبيا أكثر أهمية، وبالتالي فالإعلامي أيضًا مسؤوليته أكبر مع مراعاة أن كثيرًا من هذه التصنيفات تتداخل فتجد مثقفًا هو في نفس اللحظة سياسي وإعلامي، وبالتالي مسؤوليته في الأحداث بنسبة حصته ومشاركته فيها، فهو نعم مسؤول لكنه ليس الوحيد بل أضعف الأطراف، وبالتالي ربما ألقى المتلقي لومه على المثقف ودوره التحريضي في الحرب قد يكون صحيحًا إلى حد ما».

ويقول عما يمكن أن يفعله المثقف الليبي في هذه اللحظة الغنية بتقلباتها وحركيتها: «لا شيء إلا القراءة النقدية للواقع ولتقلباته بغرض استخلاص قانونها العام، والتعرُّف على اتجاه الريح المستقبلية».

ويؤكد أن المثقف بين الحياد والانفتاح في الغالب هو إما بكاء على ما يعتقد أنَّه كان أو متهرب من ملامسة الواقع أو شتام لدى سياسي بعينه.
ويشير إلى أنَّه وبطبيعة الحال سيكون دوره معنويًّا فكريًّا، لأنَّه لا يمتلك إلا هذه الثروة المفترضة من القراءات والخبرات الإنسانية، ومناهج نقد التاريخ التي خزَّنها ليستفيد منها، لذلك تقريبًا لا شيء مادي لديه اللهم إلا آماله أو مرتبه.

______________________

نشر بموقع بواية الوسط

مقالات ذات علاقة

أبوشويشة: أتشرد مثل صوفي سكران بعناقيد النجوم

المشرف العام

التشكيلي عبد الرحمن الزوي بركة : للغة الألوان أبجدية تختلف عن الفنون البصرية الأخرى

مهند سليمان

علي الحبيب بوخريص: أنني مقتنع بأن السياسة في معناها الراشد تصلح ولا تفسد!!

المشرف العام

اترك تعليق