المقالة

الأرض يا إنسان !

من الأكثر عدوانية على البيئة والطبيعة اليوم الإنسان أم الحيوان ؟! من منهما أصبح يهددها ويشكل خطرا عليها ؟! من منهما يلوثها بنفاياته النووية وهَلُمَّ جَرا من تجاربه غير النافعة ؟!، أظن أن الحيوان اليوم على توافق مع البيئة والطبيعة أكثر من الإنسان !.

قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ [سورة الإسراء: الآية 70]، ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾[سورة الجاثية: الآية 13]، ﴿ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [سورة هود من الآية : 61]، ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [سورة الأعراف : 56]. لقد كرم الله الإنسان وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه، وأنشأه من الأرض واستعمره فيها لإعمارها وليس لإفسادها وإلحاق الضرر بها !. 

استيقظ يا إنسان وحافظ على البيئة والطبيعة التي أنعم الله بها عليك وسخرها لك دون سائر مخلوقاته، إن تهديدك للبيئة والطبيعة بتجاربك غير النافعة تهديد لنفسك لو تدبرت، استخدم عقلك في تحصيل النفع ودفع الضرر لا أن تستخدمه في تحصيل الضرر ودفع النفع بمثل هذه التجارب البائسة !، استيقظ قبل أن توقظك تجاربك !.

إن دفن النفايات النووية مثال على تجارب الإنسان غير النافعة، التجارب التي تضر بالبيئة والطبيعة ومن عليها من مخلوقات، التجارب التي تضر بالإنسان نفسه دونما أدنى شعور منه بذلك !، عجبا للإنسان يضر نفسه بنفسه !، استيقظ فأنت والبيئة والطبيعة بكافة المخلوقات فيها تعيشون على الأرض، الأرض يا إنسان !، أنت مؤتمن عليها لإعمارها وليس لإفسادها وإلحاق الضرر بها !، إلى أين تريد الوصول بمثل هذه التجارب غير النافعة ؟!. ليس لي أن أجيبك إلا بقول الله تعالى في كتابه العزيز قال تعالى : ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ﴾. [سورة الإسراء: 37].




علي الحبيب بوخريص
13 يناير 2018

مقالات ذات علاقة

فلتسقط الخطوط الحمراء جميعا

إبراهيم حميدان

عند هانز غادامير.. بداية الفلسفة ومآلات الراهن الثقافي الغربي

فتحية الجديدي

بَحْثاً عَنِ السَّعَـادَةِ

خالد السحاتي

اترك تعليق