حين أهب فجأة غاضباً
ـ بلا سبب مقنع ـ
في وجه أبنائي
أو تلاميذي
أو زملائي
أو زوجتي التي تصر
أن تزودني على مدى اليوم
بتقارير حول شغل البيت
ونقص السكر لحظة إعداد القهوة
ونوع الأرز السيء
الذي اشتريته أخيراً
والاتكالية المقيتة التي
يمارسها أفراد العائلة،
أو طارق بعنف
على باب المنزل لحظة القيلولة
أو عند البدء بكتابة قصيدة …
حين أدق يدي بقوة
على ظهر طاولة بريئة
حين يعلو صوتي
وتتشنج عروق الرأس والرقبة
هذا لا يعني أبداً أنني عصبي المزاج
أو أنني أنظر إلى الآخرين
من أعلى جبل الروح
هذا فقط …
ربما لأنني لم آخذ حبة الدواء
في وقتها المحدد
أو لم أنم ليلة البارحة نوماً هادئاً
لجلبة في عرس مجاور
أو أن طاحونة الحرب تفقدني صوابي
أو ربما لأنني تعرضت البارحة
لحلقة من برنامج الحدث !
فاستفزتني مخارج الحروف
في حلق كاذب
وزبد التهديد
في فم حاقد
أو أنني لم أعد في العمر الذي يمكنني
من مصارعة هذه الحياة القاسية ..
أقدم اعتذاري
لكل هذه الجلبة التي أحدثها احياناً
للعواطف المتطاحنة
تصطدم بجدران الروح
باللعنات تتطاير مختبئة
في التنهدات الحارقة
أقدم اعتذاري لكل هذه الجلبة
التي أصدرها الآن
ولا يراها أحد ….
المنشور السابق
المنشور التالي
جمعة عبدالعليم
جمعة عبد العليم، شاعر ليبي، مواليد 1960
موظف بجامعة درنة.
صدر له:
"عصيان الكلام وأشياء أخرى" (2006) عن مجلس تنمية الإبداع.
"عمر آخر" (2006) "عن مجلة المؤتمر".
"نشوة القول" (2008) "عن مجلس تنمية الإبداع".
"سطوة كاذبة" (2019) "عن دار البيان".
"مد يدك" (2019) "عن دار البيان".
"خفافًا في أعين الريح" (2022) "عن دار الفضيل ".
"التفاتة متأخرة" (2022)"عن دار الفضيل ".
"وحيدا على حافة الاحتمال" (2022) "عن دار البيان".
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك