المطر
طيوب النص

وهابة المطر

تنظر بعينيها الزرقاوين إلى أقاصي الوهاد، تعلّقت بعربةٍ مهاجرة نحو المجهول، تركت وراءها مدينة باسلة وكمشة من حلم، وحقل توت لم يحن قطافه، ونوافذ مغلقة وشمسٌ هاربة إلى حنجرة فيروز ولقالق جائعة وحذاء أمها الأخير، انتعلته في سهرةٍ أوبرالية، تطير إلى أملٍ باهت فوق صدرِ الموج، تُكابدُ موتاً أزرق وثلجٍ وصقيع ينخرُ عِظام الزمن، بانوراما لوحةٍ عتيقة من صلصال الوجع، كهمهمةِ اليمام، عند مواويل الفلاحين، حين تجوس بثقوب المساء، خشخشة السنابل، تُراودُ أصابع العتْمة، تنتحرُ بومة الخراب الغامض، تنزفُ الشمس الحائرة شعاع الخيبة على رؤوس العابرين الحفاة، يضربون حصى الدروب بأقدامٍ باكية، يسقون عطش الطين بعرقِ الفجيعة، عند نهاية المقطع الأخير من سمفونية الوقار، تفتح السماء نوافذها لظِلال الروح،موسيقى المطر، قناديل الليل الواهجة، عند أزقّة الخوف، حُمى الغياب تكتب ذاكرتها النيئة، على شبابيكِ اللهفة العتيقة، الملبدة بالانتظار، تروي نهم النهر وحقول القصب المسكون بأشباح الريح .

مقالات ذات علاقة

فسيفساء قُزحيّة

عبدالسلام سنان

سعدي يوسف الشاعر العراقي المفترى سخطا عليه (1ـ3)

المشرف العام

الليل يا ليلى يواعدني

سعاد الورفلي

اترك تعليق