من أعمال التشكيلي معتوق أبوراوي
شعر

اجْخرّة* أو ساراجينا

من أعمال التشكيلي معتوق أبوراوي
من أعمال التشكيلي معتوق أبوراوي

 

يلوحُ نخيلها من وراء كثبان الرمل كغربان تحوّم في السماء
شوارعها أخذتها الزلزلة والعبيد الذين قذفت بهم قوافل الألم تفرّقوا في الأرض
في العقد الثامن من القرن العشرين دخلتها بحذاء عسكري
لم يكن رملها كريما ولا ظلّها باردا
ليلها غافل عن أمره يتقلّب بين نواح العبيد ونار اللذّة المحرّمة
ما رقّت في حياتها لغير خيلها ولا حنّت في حياتها لغير مطرٍ يلوح من ورائها
“إلى أين يا راحلُ؟” تسألني صبيّة من وراء باب
إلى سرّة وحبلٍ، أتعلّق بهما، علّني أقبض قبضة من أثر الرسول
وما طول خطوتك في الليل وفي النهار؟
هل من فرق بينهما؟
النهار تؤنسه الخطوات القصيرة الهشّة أمّا الليل فلا أحد أخبر بما يؤنسه
ما جلبت معك إلى اجخرّة يا راحل؟
ما جلبته معي أخذه ضابط الدورية ورجلٌ منكم في رقبته وشم غزالة
ستجد في آخر الليل تحت هذا الحائظ نبيذ نخل وخبز تنور وباباً مفتوحا.

_______________________________

اجخرّة: تتوسط منطقة الواحات الليبية، وتقع جنوب مدينة اجدابيا، كما أنها تكوّن مع واحتي جالو وأوجلة مثلثا متساوي الأضلاع. كانت محطة لقوافل التجارة والعبيد. ذكرها بطلميوس باسم: ساراجينا. تشتهر بالتمور

مقالات ذات علاقة

هدهدة النور

المشرف العام

لا شيء يُخبر أنها القصيدة .. سوى العدم

منيرة نصيب

أن تستيقظ بين قذيفة وأخرى

مفتاح العماري

اترك تعليق